استهداف المدن والقادة بالمسيرات.. فشل مخططات المليشيا.. (الأحداث) تستنطق خبراء عسكريين وقيادات سياسية
خبير عسكري: لن تستطيع المليشيا بهجماتها المتفرقة أن تمنع الجيش من سحقها
الأمة: القتل غريزة فطرية عند أفراد مليشيا الدعم السريع
خبير أمني استراتيجي: استخدام المليشيا للمسيرات دليل على معاناتها من مشكلة بالقوات وتقدم الجيش
تحالف الإعلان الوطني: استهداف المدن والقادة بالمسيرات فصل جديد وأخير للمليشيا للضغط على الجيش للتفاوض
كثفت مليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية من تسيير مسيراتها واستهداف عدد من المدن بالولايات السودانية بالتزامن مع طرح الولايات المتحدة الأمريكية لمبادرة جديدة ودعوتها لمحادثات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع بجنيف في الرابع عشر من أغسطس الجاري.
الأحداث – آية إبراهيم
محاولة إغتيال
في تطور جديد نجا رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من محاولة إغتيال بعد هجوم طائرة مسيرة استهدفت قاعدة بشرق السودان أثناء مشاركته في احتفال لتخريج دفعات من الكلية الحربية بجبيت بولاية البحر الأحمر.
وقال بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله إن المضادات الأرضية للجيش تصدت الأربعاء، لمسيرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه بجبيت.
وكشف بيان الجيش عن أن الحادث أدى إلى استشهاد خمسة شهداء ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها.
هجمات متعددة
يأتي الهجوم بالطيران المسير الذي استهدف اغتيال البرهان صبيحة هجمات شنتها طائرات مسيرة على عدة مقار أمنية في كوستي بولاية النيل الأبيض.
وأسفر الهجوم عن مقتل ضابط في جهاز المخابرات العامة وإصابة آخرين، فضلاً عن إلحاق الضرر بإحدى كليات جامعة الإمام المهدي بكوستي التي استهدفتها إحدى المسيرات.
وكانت ربك، عاصمة الولاية قد شهدت كذلك الإثنين، الماضي هجوماً بمسيرة استهدفت معسكراً للجيش، فضلاً عن مسيرتين هاجمتا قاعدة كنانة الجوية بالولاية.
معاناة مليشيا
وقال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أمين إسماعيل إن استخدام مليشيا الدعم السريع للطائرات المسيرة واستهداف الولايات الآمنة دليل على معاناتهم من مشكلة بالقوات وتقدم القوات المسلحة السودانية في العمليات الهجومية.
وأشار إسماعيل لـ(الأحداث) إلى أن المليشيا تعمل من خلال ذلك على إفشال هجمات القوات المسلحة عليها وشغله بالهجوم بالمسيرات، ودعا الجيش لتفعيل الدفاع الجوي والمضادات الأرضية وغرف المراقبة والسيطرة حتى يتمكن من إسقاط المسيرات قبل الوصول لأهدافها، ولفت إلى أن المسيرات تنقل تأثير الحرب للولايات الآمنة ولا تنقل الحرب بصورة كاملة بإعتبار أن الحرب لابد فيها من توفر قوات مشاة على الأرض.
نيران محدودة
ويوم الإثنين أسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني طائرات مسيرة إستهدفت مقار حكومية بعاصمة ولاية نهر النيل الدامر.
وقالت لجنة أمن ولاية نهر النيل، إن الدفاعات المتقدمة تمكنت من إسقاط مسيرتان إنتحاريتان هاجمتا مدينة الدامر حاضرة الولاية ومبنى الحكم المحلي.
وأوضحت لجنة أمن ولاية نهر النيل في بيان أنه سقطت الأولى أعلى المبنى والثانية في السور دون وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية ونتج عن الهجوم إشتعال نيران محدودة تعاملت معها شرطة الدفاع المدني بصورة سريعة وتمكنت من إخمادها.
غريزة فطرية
يقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن إن مليشيا الدعم السريع بعد أن فشلت في الإستيلاء على السلطة بالقوة إتجهت للخطة (ب) وذلك بإستهداف المواطنين السودانيين بالقتل والنهب والاذلال واغتصاب الحرائر.
وأشار حسن لـ(الأحداث) إلى أن القتل هو غريزة فطرية عند عناصر مليشيا الدعم السريع، ولفت إلى أن محاولات إدخال التصفيات السياسية والاغتيالات أسلوب دخيل على الحياة السياسية والاجتماعية في السودان فهو أمر مرفوض ومدان ومستهجن.
تعمد هجوم
منذ أشهر عمدت مليشيا الدعم السريع إلى مهاجمة المدن التي يسيطر عليها الجيش بالطيران المسير، حيث شنت أول هجوم على إفطار رمضاني لكتيبة البراء بن مالك التي تقاتل إلى جانب الجيش في عطبرة بولاية نهر النيل في أبريل الماضي، وأسفر الهجوم عن قتلى وجرحى.
وفي التاسع من يونيو الماضي أسقطت الدفاعات الجوية للجيش السوداني في شندي خمس مسيرات لمليشيا الدعم السريع استهدفت مقر قيادة الجيش بالمدينة.
وفي الرابع والعشرين من ذات الشهر استهدفت طائرة مسيرة حفل استقبال نظمه قيادي أهلي لوفد من قبيلة الرزيقات بمدينة شندي بولاية نهر النيل دون وقوع ضحايا.
عدم تأثير
الخبير العسكري الفاتح محجوب يقول إن مليشيا الدعم السريع صعدت هجماتها بالمسيرات في الإسبوع الأخير فهاجمت عدة مدن في النيل الأبيض ونهر النيل والبحر الأحمر ومع أن هجماتها غير مؤثرة عسكرياً إلا أنها تريد عن طريقها إيصال عدة رسائل أولها أنه لا يوجد مكان آمن في السودان وبذلك تواصل مهمتها في إفراغ المدن من ساكنيها وإيقاف عودة المواطنين إلى المدن المحررة مثل أم درمان وثانيها هي رسالة للحراك السياسي الدولي حيث تود أن تقول إنها حاضرة في السودان ويصعب تجاهلها في أي تسوية سياسية قادمة في السودان.
وأضاف محجوب في حديث لـ(الأحداث): لكن عسكرياً لن تستطيع المليشيا بتلك الهجمات المتفرقة غير المؤثرة أن تمنع الجيش السوداني من مواصلة مهمته في سحقها وإنهاء احتلالها لمدن ومنازل المواطنين.
تطوارت متزامنة
وتأتي تطورات الأحداث بالبلاد بالتزامن مع الدعوة التي قدمتها وزارة الخارجية الأميركية للجيش ومليشيا الدعم السريع لمفاوضات جديدة في 14 أغسطس الجاري بسويسرا، على أن تكون السعودية مستضيفا مشاركا، تحت رقابة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإمارات ومصر.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان الثلاثاء، إن الحكومة ردت على دعوة الولايات المتحدة وشددت على ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية حول شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها.
وطالبت الحكومة بعقد اجتماع بين الحكومة السودانية والأميركية للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام، بما يحقق الفائدة التي يتوقعها السودانيون منها.
وأضافت: “أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الإنسحاب الشامل للمليشيا ووقف التوسيع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يتعرض للتشريد والتقتيل والاغتصاب والتطهير العرقي ونهب ممتلكاته”.
فصل جديد
رئيس حزب بناة المستقبل ورئيس تحالف الإعلان الوطني د. فتح الرحمن محمد الفضيل يعتبر في حديث لـ(الأحداث) أن استهداف المدن والقادة بالمسيرات فصل جديد وأخير من فصول المليشيا للضغط على قيادة الجيش وحملها للذهاب إلى التفاوض ويمكن أن يلاحظ الجميع اهتمام مناصري قحت الالكتروني ومناصري المليشيا وهم وجه لعملة واحده كيف أنهم الآن ومنذ فترة يلهثون خلف التفاوض بعد أن تعثرت مهمة تشكيل سلطة مدنية رديفة للمليشيا خوفاً من الكلفة التاريخية وسقوطهم أكثر أمام أعين الشعب السوداني الذي يستحيل يقبل بسلطة المليشيا حتى لو سيطرت على كل البلاد لذلك يضغطون للوصول إلى تسوية تعيدهم إلى ماقبل الحرب.