دعوة أمريكية لمفاوضات جديدة.. إزالة المتاريس
الأحداث – عبدالباسط إدريس
كشفت معلومات موثوقة أن الحكومة السودانية تسلمت دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن العودة لطاولة المفاوضات من جديد في سياق مبادرة من واشنطن لإنهاء الحرب في السودان، ذات المعلومات كشفت أن الجهات المختصة داخل الحكومة تتشاور بشأن الدعوة الأمريكية للرد عليها.
ضغوط مكثفة :
منذ الإعلان عن المبادرة الأمريكية للمفاوضات لإنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع، مضت جميع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في مشهد حرب السودان للترحيب بها وحث الطرفين للمشاركة في المحادثات المقبلة، فعلت ذلك قمة دول الإيقاد التي انعقدت بالأساس لتوحيد الجهود لإنهاء الحرب، كما أعلنت السعودية على لسان نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي استمرار المملكة في جهودها لحل الأزمة السودانية وترحيبها وانفتاحها على الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان.
وجدّد الخريجي خلال الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، بجيبوتي حرص السعودية على عودة الأمن والاستقرار إلى السودان، وحثّ أطرافه على تغليب الحكمة وضبط النفس وإبداء المرونة والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية.
في السياق دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى إنهاء الحرب في السودان والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال بوريل إن “الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب، بما في ذلك محادثات وقف إطلاق النار المقررة من قبل الولايات المتحدة، والتي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية.
قطر في المشهد :
ومع كل النداءات من الفاعلين الدوليين، جذب الظهور الرسمي المفاجئ لدولة قطر، الأنظار وأثار كثير من ردود الأفعال، فالشاهد أن قطر ومنذ الأيام الأخيرة لحكم البشير وحتى اندلاع الثورة واكتمال التغيير الذي قاد لواقع انتقالي جديد في السودان ظلت تؤكد احترامها ودعمها للشعب ورغبته بجانب التأكيد على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ويظل تأثير قطر قوياً على الساحة السودانية حيث واصلت دعمها الإنساني والدبلوماسي خلال الأزمة الحالية، ويبدو أن زيارة وزير الدولة بالخارجية القطري سلطان المريخي الأخيرة للبلاد تصب في اتجاه دعم عملية السلام من خلال التشاور مع رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
ولذلك تشير تحليلات إلى أن حجم الثقة والاطمئنان وعمق العلاقات المتبادلة بين قطر والسودان قد دفعت قطر لحث الحكومة على التفاوض، ومعلوم أنه لم يحدث أن ردت مؤسسات الدولة السودانية طلباً لقطر خاصة وأن سجلها مليئ بالمواقف الإيجابية المعززة للسلام ومنها على سبيل المثال رعايتها مفاوضات الدوحة التي أفضت لاتفاق السلام في دارفور بجانب عملها على مشاريع إعادة إعمار دارفور ودعمها المادي المستمر للسودان عبر الودائع المالية التى لعبت دوراً كبيراً في استقراره.
تحفظات الحكومة :
حتى هذه اللحظة تبدو الحكومة متحفظة على طريقة الدعوة، وأكد مصدر مطلع ل(الأحداث) أن البرهان على علم بتفاصيل المبادرة، مقللاً من أثر عدم زيارة المبعوث الخاص إلى بورتسودان، وأكد المصدر أن الاتصالات بين البرهان والمسؤولين الامريكيين لم تنقطع بما في ذلك التواصل المباشر بينه ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
البحث عن ضمانات :
يفسر المحلل السياسي إبراهيم عثمان ل(الأحداث) عدم تطرق الحكومة السودانية للمبادرة الأمريكية بأنها أمر طبيعي في ظل مخاوف سودانية قد تكون مفهومة وفي ظل عدم وفاء اميركي بكثير من التعهدات مع السودان آخرها تنصلها عن إلزام الطرف الآخر كوسيط بتنفيذ اتفاق جدة.
بالمقابل يختلف المحلل السياسي مصطفى عبدالله مع وجهة نظر إبراهيم، ويقول ل(الأحداث) إن الجيش والسلطة الانتقالية تتصرف مع مثل هذه الدعوات من منطلق المسؤولية التي تحتم عليها دراستها والتعمق في ذلك ووضع كافة السيناريوهات التي تمكنها من اتخاذ القرار وبناء موقفها الاستراتيجي من العملية التفاوضية، ويلفت مصطفى إلى أن مثل هذه القرارات تأخذ في الحسبان الأوضاع الداخلية والخارجية المحيطة بالبلاد، مرجحاً أن يكون ذلك سببا كافيا في تأخر السلطات السودانية من إعلان موقفها وليس لوجود متاريس أو عقبات أخرى، ورجح مصطفى أن تكون هناك مشاورات مسبقة عملت عليها إدارة بايدن وحلفائها مع المؤسسات السودانية نفسها قبل إطلاق المبادرة الامريكية لوقف الحرب.