تقارير

قاد كل العمليات العسكرية في الوسط .. ما تأثير مقتل البيشي على العمليات العسكرية للمليشيا؟

تقرير – أمير عبدالماجد

لاشك أن التطورات اللاحقة في مسار العمليات بعد مقتل القائد المليشي علي يعقوب كان لها تأثيرها داخل المليشيا على المستوى العسكري والسياسي، لأن الرجل كان على ما ظهر بعد مقتله ممسكاً بملفات كبيرة داخل المليشيا التي لم تفق بعد من صدمة مقتل علي يعقوب الذي أثر عليها عسكرياً وكان مصراً على دخول مدينة الفاشر.. لم تفق من صدمة مقتل علي يعقوب حتى فوجئت بإقالة الشخص الممسك بملف السياسة في المليشيا يوسف عزت الذي كان مقرباً لقائد المليشيا، والسبت طار خبر مقتل البيشي أحد أبرز قادة المليشيا في القطاع الأوسط وقائد معظم عملياتها هناك في قصف جوي نفذه الطيران الحربي.

ذراع حميدتي

البيشي اسمه عبدالرحمن حميدة محمد أحمد، تم استيعابه في مليشيا الدعم السريع بواسطة جنرال معروف في الجيش أحيل إلى المعاش الآن عندما كانت القوات المسلحة تحكم سيطرتها على الدعم السريع، والبيشي من أبناء قبيلة رفاعة الكبيرة وكان من الشخصيات المقربة جداً من حميدتي، له علاقة حميمة جداً وود خاص معه، ويقال إنه من يدير أموال حميدتي في النيل الأزرق، ويجلس على ثروة ضخمة من الإبل والماشية والممتلكات الأخرى. فأصبح يد حميدتي التي يعطي ويبطش بها في تلكم المناطق، واستفاد البيشي من علاقته بحميدتي إذ انهمرت عليه الأموال، وظهرت ملامح الدعة بعد انضمامه للدعم السريع، ويعلم كثيرون شاركوا في اعتصام القصر الدور الكبير للبيشي في الحشد وتوفير الدعم والإسناد للمعتصمين، وكثيراً ما ظهر البيشي في الاعتصام بالزي المدني، ورفض البيشي بعد اندلاع حرب 15 أبريل التسليم للمنطقة العسكرية في الدمازين بل انسحب بقوته إلى المشاريع الزراعية المشروع (السعودي)، وهاجم بعض محطات الوقود ونهب منها الجازولين استعداداً للمشاركة في حرب الخرطوم وتمكن بفعل معرفته بالطرق هناك من الخروج عبر الطريق الترابي إلى أن وصل غرب الدالي، ونجا من كمين بالقرب من (جبل بيوت)، وسلك طريق (المناقل- ربك) عبر ترعة (الشوال) شرق مبروكة حتى 131 ومنها إلى غرب المناقل واتجه غرباً عن معتوق حتى الأعوج على شارع الأسفلت الرئيس ببن ربك والخرطوم وهو شارع يمر جنوب بكبرى كوستي ويتجه غرباً حتى فاشر السلطان ويمثل جسراً لحركة النقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب ويربط الطريق شرقاً من ربك مروراً بسنجة حتى بورتسودان. وتعرضت قافلته وقتها إلى القصف من الطيران الحربي في طريقة للخرطوم وتحديداً في قهاوي القوز ما أفقده (22) عربة من جملة (38) عربة وعشرات المقاتلين لكنه نجا ووصل الخرطوم بـ(16) سيارة شارك بها في الهجوم علي الاستراتيجية مباشرة، ثم هاجم بها المدرعات ودخل مدني مع كيكل وشارك في المعركة والمعارك اللاحقة، وكان مصراً على دخول سنار رغم أن كيكل لم يكن متحمساً وكان يعتقد أن عدد قواته لا يسمح له بالمجازفة وأن الذهاب إلى سنار سيشتت القوات، لكن البيشي أقنعه وأقنع قياداته بدخول سنار واحتلال سنجة التي تقيم فيها أسرته إلى أن اتجه إلى جبل موية ومحيط سنار، حيث تعرض إلى قصف من الطائرات الحربية قتل خلاله العشرات من المليشيا من بينهم البيشي، فهل سيحدث غيابه تحولات عسكرية في محور الجزيرة وسنار أم أن الأمور ستبقى على حالها؟.

إشكالات كبيرة

يقول الزاهر عيسى حياي الموثق للحراك الجديد كما يطلق عليه ويملك علاقات واسعة داخل المليشيا إن الجميع يعتقد أن علي يعقوب كان له تأثير على المقاتلين وهي ليست الحقيقة، علي يعقوب مهم لقيادة الدعم السريع لكنه لايملك التواصل الذي يملكه البيشي مع المقاتلين، فالبيشي لديه تواصل وعلاقات مع المقاتلين كبيرة وهو الذي قاد كل معارك الدعم السريع وسط السودان وفي محور سنار الآن، وهو من دخل مدني عسكرياً، لذا أعتقد أن تأثيره أكبر من علي يعقوب في الميدان وهذا واضح من خلال الارتباك الكبير الذي حدث في الدعم السريع بعد تسرب خبر مقتله الذي أرادت قيادة الدعم السريع محاصرته والإبقاء عليه ضمن أسرارها لكن شعبية البيشي وسط المقاتلين وإحباط هؤلاء بعد مقتله جعل الخبر ينتشر، وتابع “أصلاً الدعم السريع يعاني الآن إشكالات كبيرة بين المقاتلين لأنه أسس على قماشة قبلية والحمية القبلية موجودة متى اشتعلت من الصعب السيطرة عليها، كما أن نقص الموارد والطمع جعل المعارك أكثر شراسة لأن الجميع موجود هنا من أجل الغنيمة”، وتوقع الزاهر أن تتحول نقطة قوة تأسيس الدعم السريع وهي القبيلة إلى  نقطة ضعفها التي تتآكل الآن وتتعرض إلى هزات كبيرة.

تأثير على المقاتلين

وقال الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أحمد عمر خوجلي إن مقتل البيشي سيضع الآن حملاً ثقيلاً على الآخرين وفي مقدمتهم كيكل الذي نجا هو الآخر من قصف للطيران أكثر من مرة، وأضاف “الآن يحتاج كيكل إلى قائد يعرف المنطقة ولديه علاقات فيها وولاء لأن الرجل لن يخرج ليقود المعارك بنفسه”، وزاد قائلاً “مقتله لاشك سيؤثر على المقاتلين لكن أرجو ألا نمنحه أكثر من قدره هو في الآخر متمرد أضر بالبلاد وقتل أهلها في كل المناطق التي تواجد بها في الخرطوم والجزيرة وسنار وقراها، قتل هذا البيشي الناس ونهبهم وسرقهم واغتصب بناتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى