قال إن التفاوض مجرد تأجيل للحرب .. لاءات ياسر العطا أعادت وضع الحصان أمام العربة؟
تقرير – أمير عبدالماجد
بالتزامن مع إعلان البيان الختامي لجلسات أديس أبابا خرج عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا من أم درمان ليجدد الإعلان عن موقف الجيش الرافض للحوار مع الجنجويد. وقال العطا بلهجة واضحة إن الجيش لن يفاوض ولن تكون هناك هدنة لو استمر القتال 100 عام، وأضاف “التفاوض سيكون مجرد تأجيل للمعركة وسيدخلنا في مشاكل أمنية وسياسية”، وتابع “لن نفاوض إلا على استسلام المليشيا”.
أولوية قصوى
وكانت قوى سياسية قد اجتمعت في أديس أبابا وخرجت ببيان ختامي دعت فيه إلى تكوين حكومة تصريف أعمال مؤقتة يتم التشاور حول مهامها واختصاصاتها وتشكيلها وتوقيتها بين كافة الأطراف المعنية، وأكدت أن الأولوية القصوى للوقف الفوري للحرب في إطار التأكيد على سيادة الدولة السودانية ووحدة هياكلها وشعبها مع أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق جدة.
حديث العطا قد لا يتسق كلياً مع ماجاء في بيان القوى السياسية التي شاركت في اجتماعات أديس أبابا لكنه لايتناقض معها.
أمر مجرب
فالعطا الذي يقود المعارك الحربية الآن يرى أن الهدن تضر بالعمليات العسكرية وهو أمر مجرب إذ استغلت المليشيا الهدن التي منحتها إياها المفاوضات في منبر جدة وتمددت إلى مناطق لم تصلها من قبل ولم تلتزم بوقف إطلاق النار كما يقول الباحث السياسي والموثق للأحداث السياسية السر عمر الخير المعروف بـ(سيرو)، ويضيف “كنا في أم درمان القديمة عندما أعلنت أول هدنة في منبر جدة لم تدخل المليشيا وقتها إلى مناطقنا كانت تناوش فقط لكن مع دخول الهدنة توسعت في انتشارها ودخلت مناطقنا ونهبت وقتلت وسحلت، كل هذه تمت تحت غطاء الهدنة، لذا نحن لا نثق في أي هدنة قد تعقد لأن هذا يعني ببساطة أن المليشيا ستتوسع كما أن الهدنة تمنحها فرصة لترتيب أمورها”، وزاد قائلاً: “لاشك إنها منهكة الآن خصوصاً في الخرطوم التي تخوض فيها المليشيا عمليات عسكرية صباح مساء، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن المليشيا لديها أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين موجودين الآن في المستشفيات التي تسيطر عليها ولايجدون علاج لأنهم حطموا هذه المستشفيات ولأن خطوط الدعم متعثرة ولاتوجد أدوية هم يحاولون الخروج بالمصابين الذين تعفنت جروحهم لكنهم يخشون الطيران الحربي الذي يتربص بهم”، وعن التعقيدات الأمنية والسياسية التي أشار لها العطا قال إن “المليشيا ترغب في البقاء بالمناطق المتواجدة بها الآن في أي عملية سلام مفترضة وهذا يعني ببساطة أن نعترف بوجود سلطة أخرى في الدولة غير سلطة الجيش، إذ كيف نسمح للمليشيا بإدارة مناطق داخل العاصمة مثلاً تخرج من منطقة تحت سيطرة الجيش لتدخل منطقة تحت سيطرة المليشيا، هذا ما يتحدثون عنه وهو أمر لا اعتقد أن أي عاقل سيقبله، لن نطبع مع وجود المليشيا في حياة الناس كل هذا القتل وكل هذه السرقات وكل هذا النهب ويعتقدون أن الشعب السوداني دعك من الجيش سيقبل وجودهم وأن يقيموا دولة داخل الدولة هذا لن يحدث ولو قاتلهم هذا الشعب مائة عام هؤلاء يطرحون هم وجناحهم السياسي في تقدم مفاوضات يبقى فيها جنود المليشيا بالأحياء السكنية وبيوت الناس بأسلحتهم وسياراتهم وأن يخرجوا منهوباتنا وممتلكاتنا ويرحلوها إلى دارفور هل تصدق هذا”، وأضاف “التعقيدات السياسية ليست أقل من التعقيدات الأمنية فهم يريدون تواجدا في السلطة، هؤلاء القتلة يطرحون في المفاوضات وفي أي مفاوضات قادمة تواجدا في السلطة وأن يحكمونا وهو أمر لا أعتقد أن عاقل في السودان الآن سيقبله”.
مرحلة حساسة
وفي السياق نفسه قال المحلل والباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أحمد عمر خوجلي إن “المهم في مخرجات مناقشات أديس أبابا أن يتم تكوين حكومة تعبر بنا هذه المرحلة الحساسة لأن الواضح الآن أن الولاة وحدهم لايستطيعون إدارة دولاب دولة في ظل خمول الوزارات وعدم أدائها لمهامها ولو سألت الآن أي مواطن عن اسم وزير ما فيما عدا جبريل الذي لايجد هو الآخر قبولاً كبيراً لن يعرف أحد أسماء من يجلسون الآن على كراسي الوزارات لأنهم بلا تأثير ونحتاج لحكومة كفاءات من التكنوقراط حتى لاندخل في جدل ومحاصصات أوصلتنا لما نحن فيه”، وتابع “المفاوضات في تقديري ستقودنا إلى جدال عبثي لأن المليشيا وحليفتها تقدم لايجيدون إلا الكذب وسندخل في جدل ومغالطات ولن نصل إلى شيء في النهاية لن يتحقق سلام من خلال التفاوض مع هؤلاء والأفضل للجيش والشعب السوداني أن يحاربهم ويدحرهم هذا هو الخيار الوحيد للتعامل مع هؤلاء القتلة المجرمين”، وتابع “لو فتحنا باب المفاوضات السياسية غداً فالمؤكد أن الشعب السوداني سيطالب بالعودة للقتال لأن هؤلاء بعد كل مافعلوه ومانهبوه يريدون العودة للحكم”، وقال “ياسر العطا وضع العربة أمام الحصان هذا هو الطريق الصحيح للحل أن نقاتل هؤلاء القتلة).
ودعا إلى عقد مؤتمر جامع لرأب الانقسام السياسي في السودان وحل الأزمة الحالية ووقف الحرب ومنع البلاد من الانهيار الكامل، مشدداً على ضرورة إشراك القوى السياسية والمدنية لحل الأزمة الحالية.