اللاجئون السودانيون في أثيوبيا.. أوضاع مأساوية ومصير مجهول
يعيش اللاجئون السودانيون الذين اضطرتهم الأوضاع التي تمر بها البلاد منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي لمغادرة البلاد أوضاعاً مأساوية في غابات أثيوبيا حيث تحيط بهم مخاطر جمة، تتمثل في هجمات عصابات “الشفتة” الإثيوبية، ودخول فصل الخريف وهطول الأمطار.
الأحداث – آية إبراهيم
رفض مقترح
تزايدت أرقام الوفيات وسط اللاجئين السودانيين في غابات (أولالا) غرب أثيوبيا بشكل لافت في أعقاب تردي الوضع الإنساني حيث يقيمون بإحدى الغابات، في وقت رفضوا فيه مقترحاً من الحكومة الأثيوبية ومنظمة دولية بنقلهم إلى منطقة جديدة في إقليم أمهرة.
حيث يواجه أكثر من 6 آلاف لاجئ سوداني، بينهم نحو 2300 إمرأة وطفل، أوضاعاً قاسية داخل غابات “أولالا” في إقليم أمهرة غربي أثيوبيا.
تباطؤ حكومي
ويفتقر اللاجئون السودانيون داخل غابات “أولالا” إلى مقومات الحماية، مادعاهم لمطالبة الجهات المعنية بنقلهم إلى دولة ثالثة أو إعادتهم إلى السودان، مؤكدين أن كافة الأطراف لم تفِ بوعودها وتتنصل من دعمها، في وقتِ تتباطأ فيه السفارة السودانية بأديس أبابا عن متابعة أزمة اللاجئين وتقديم المساعدة لهم.
دعوة سلام
ويشير القانوني والمدافع عن حقوق الإنسان المعز حضرة إلى أن مايحدث للاجئين السودانيين في أثيوبيا لايختلف عن مايحدث لهم في دول أخرى من معاناة في ظل تقاعس المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة حتى الدول التي التزمت بالدعم دعمها غير كافٍ.
وقال حضرة لـ(الأحداث) “لايجب النظر لظاهر الأزمة التي نتجت من الحرب لذلك ندعو طرفي الحرب اللجوء للسلام حتى تتوقف معاناة السودانيين، وأكد أن إيقاف الحرب هو الأساس وأنه طالما أن الحرب مستمرة تزداد أعداد اللاجئين الفارين من الحرب والمعاناة لاسيما إن الحرب تتمدد لذلك لن تتوقف حركة النزوح واللجوء.
إحصائيات متعددة
وكشف تقرير للجنة تنسيق اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة أن أكثر من 2000 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و17 سنة يعانون من سوء التغذية والإسهال ونزلات البرد بسبب اعتمادهم على نوع واحد من الغذاء، إضافة لإصابة 1000 لاجئ، بينهم أطفال ومسنين، بعدة أمراض مختلفة، علاوةً على احتياج 2135 إلى رعاية طبية طارئة، ومعاناة أكثر من 30 شخصاً من أمراض مزمنة، فيما توفي 45 طفلاً خلال الأشهر الماضية نتيجة سوء التغذية في نقطة استقبال اللاجئين في “ترانزيت- المتمة”. كما أكد التقرير أن أكثر من 6080 لاجئاً عالقين في غابة “أولالا” يعانون من أوضاعاً مأساوية فيما تقف المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع الدولي والدول التابعة للأمم المتحدة ووكالاتها متفرجة.
بداية أزمة
وبدأت أزمة اللاجئين السودانيين في إثيوبيا مطلع شهر مايو الماضي، عندما غادروا مخيم “أولالا” متوجهين للسودان بسبب تدهور الوضع الأمني والاعتداءات المستمرة وفي طريق عودتهم سيراً على الأقدام، اعترضتهم قوات الأمن الإثيوبية ومنعتهم من العبور، ما اضطرهم للبقاء في معسكر كومر.
تكليف آلية
وأعلنت لجنة الطوارئ الإنسانية، قبل يومين تكليف آلية تتكون من الجهات المختصة لوضع الترتيبات اللازمة من إيواء ومساعدات طارئة لاستقبال اللاجئين السودانيين في إقليم الأمهرة في معسكري أولالا وكومر والمنطقة المحيطة بهما، داخل الأراضي السودانية.
وأكدت خلال اجتماع برئاسة وزير المالية جبريل إبراهيم، التنسيق مع السلطات الإثيوبية الرسمية والمفوضية السامية للاجئين عبر سفارة السودان في أديس أبابا لمعرفة السبل المناسبة لإنجاز مهمة العودة الطوعية للراغبين وبحث طرق ترحيلهم.
تصاعد أعداد
واستقبلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين نحو 21 ألف سوداني هربوا إلى أثيوبيا بعد إندلاع الحرب بمعسكر “ترانزيت”، وبعد تصاعد أعداد اللاجئين من السودان، ومن جنسيات أخرى، افتتحت المفوضية السامية معسكري “أولالا” و”كومر” لاستقبال اللاجئين السودانيين حيث يقع المعسكران في إقليم أمهرة، الذي يشهد مواجهات بين الجيش الإثيوبي ومليشيا “فانو”.