رداً على موسيقي وصفه بضيق الأفق، الشاعر عبدالقادر الكتيابي: “ما أنتجناه من غناء أصبح مصدر رزق الفنانين حالياً”
الأحداث – ماجدة حسن
أثار الشاعر الكبير عبدالقادر الكتيابي الجدل بتدوينة على صفحته ب”الفيس بوك”.
وقال “أقل مشاطرة لأهلنا في ود النورة – إلغاء الحفلات المعلنة أيها المطربون”.
هذه الكلمات القليلة أثارت حفيظة المغنيين الموسيقيين، الذين استنكروا أن يأتي هذا الحديث من مثقف سوداني له وزنه.
مصدر رزق
ورد عليه الموسيقي متوكل أحمد مصطفى أن الغناء والموسيقى هي مصدر رزقه الوحيد ولن يتوقف عنه طالما لم تتوقف مهنة أخرى خلال فترة الحرب، ولخص متوكل وجهة نظره متسائلاً “كم من الموسيقيين والفنانين هذا أكل عيشهم ومصدر رزقهم وفاتحين بيوتهم من هذه (الحفلات الموسيقية؟) وأضاف “وكم آخر يقيم الحفلات ويجمع التبرعات للتكايا والدواء المنقذ للحياة للمصابين بالقصف العشوائي والرصاص الطائش من المدنيين والأطفال”.
ووجه نقداً مباشراً لكاتب البوست بقوله “أما إذا المثقف ينظر للموسيقى والغناء كلهوٍ وسفه وعدم شغلة ساي كدا دي مصيبة”.
وأعلن متوكل عن موقفه بوضوح قائلاً “أنا كموسيقي لن أتوقف عن أداء مهنتي وواجبي تجاه نفسي وأسرتي ووطني وأسفي على ضيق الأفق”.
ضيق أفق
كانت رسالة متوكل من شخص تحرقه الجمرة، ويبدو أن عتابه الحار للمثقف والشاعر عبدالقادر الكتيابي قد جعله يرد عليه برسالة طويلة بدأها بعتاب على استخدام متوكل لكلمة (ضيق الأفق) فهو يرى أنها لا تقال لمثله فقصائده تتوزع بين المغنيين، وقال “أعتب عليك في كلمة ضيق الأفق إبننا متوكل ولا أعرف حقيقة ما إذا كنت أنت عازفاً أم مغنياً برغم علاقاتي الواسعة بهذا الوسط فأنا من جيل كانت نزعة التغني تطرأ في خواطر شعرائه وحواصل وأنامل المغنيين والموسيقيين فيه كما تطرأ في الكنار والكروان لا يعتمدونها وسيلة لكسب العيش وهم أصحاء.
تكسب من أغنياتنا
وقال الكتيابي ناقداً هذا الجيل الذي يعتمد الغناء مصدر رزقه “بل المفارقة أن ما أنتجوه أصبح اليوم مصدر عيش لأجيال جاءت بعدهم لم تر المنشار والرابوه في عربة الكاشف المتهالكة ولم تر عتيق في أبرول الميكانيكي ولا ود الريح متقرفصاً علی الأرض بين قطع الجلود ولا جلسوا إلی كابلي في مكتبه بالقضائية ولا الباشكاتب محمد الأمين ولا شهدوا مصطفی سيد أحمد في مصنع النسيج ولا أمام السبورة في معهد تدريب معلمات المرحلة المتوسطة، ولا عثمان حسين وإبراهيم حسين ومحمد حسنين خلف ماكينات الخياطة.
وقال الكتيابي إن من يصفه بضيق الأفق يتكسب من أغنياتنا، وأضاف “أعني أكثر شعراء جيلي ويُحسب شخصي منهم وأنا من الذين لا يتقاضون عليها أجرا”.
مقاصد العبارة
وعاب الكتيابي على منتقديه الرد بالحماسة قبل استيعاب مقاصد العبارة ووصفه بضيق الأفق، إذ يرى الكتيابي إن من لم يتأثر لمشهد جنائز الشهداء المصفوفة بالمئات في الجنينة والفاشر وقری الجزيرة وأم درمان اليوم في الحارة الثامنة ولم يطرف له جفن وهو يشاهد أفواج الفارين بأطفالهم ونسائهم وكبارهم تلاحقهم الدانات وطالما أنه لا يأسی علی شرف المغتصبات وتعذيب المعتقلين وآلام الجرحی ويمتنع عن التعبير عن مشاطرتهم بوقفة حداد وإلغاء حفل إكراماً لمشاعر أهلهم وذويهم وأصدقائهم واحتراماً لكونهم إخوان في الوطن فليقم حفله فإنه ما لجرح بميت إيلام.
ضغوطات واسعة
وأيا تكن مقاصد العبارة، فإنها أثارت حفيظة المغنيين والموسيقيين الذين ظلوا يتعرضون لضغوطات واسعة تنادي بوقف الحفلات والغناء طالما الوطن ينزف، ورد عليها الفنانون بأن الحفلات مصدر رزقهم وباب مساعدتهم للآخرين وتلبية احتياجات أسرهم.