الأخبار

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة الجوع في السودان

الأحداث – متابعات

حذرت الأمم المتحدة من أن السودان قد يواجه مجاعة “وشيكة” إذا استمرت القيود المفروضة على وصول الوكالات الإنسانية لتقديم الإغاثة الضرورية.

وأطلق رؤساء (19) منظمة إنسانية دولية، بما فيها (12) منظمة أممية، تحذيراً شديد اللهجة. وأكدوا أن تزايد العقبات التي تحول دون تقديم المساعدات “بشكل سريع وعلى نطاق واسع” سيؤدي إلى وفاة المزيد من الأشخاص.

ودعت الوكالات الإنسانية، في بيان، الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار في كافة ربوع السودان.

وقال البيان إنه بالرغم من الاحتياجات المتزايدة للمواطنين العالقين في مناطق النزاع بسبب الحرب، إلا أن عمال الإغاثة لا يزالون يواجهون “عوائق منهجية وحرمان متعمد من الوصول من قبل أطراف النزاع”، بحسب البيان المشترك للوكالات الإنسانية.

وعبرت الوكالات الإنسانية عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة، داعية الجهات المانحة إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان، والذي أقيم في العاصمة باريس في 15 منتصف أبريل من العام الجاري، بالتزامن مع إكمال الحرب في السودان عامها الأول.

وأفادت الوكالات أنه بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر من العام، تم تمويل النداء الإنساني للسودان والذي يبلغ (2.7) مليار دولار بنسبة 16% فقط. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يانس لاركيه، في مؤتمر صحفي “من المرجح أن تترسخ المجاعة في أجزاء كبيرة من البلاد، وسوف يفر المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات المزيد من المعاناة والمخاطر”.

 

وبحسب تقارير أممية، فرّ ما يزيد عن الثمانية ملايين شخص من منازلهم جراء الحرب المستعرة في السودان في أكبر أزمة نزوح في العالم، فيما قتل (14) ألف شخص على الأقل. وأكد لاركيه أن نحو (18) مليون شخص في البلاد يعانون بالفعل من مستويات مرتفعة من الجوع، فيما يعاني (3.6) ملايين طفل من سوء التغذية الحاد. وقال إن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر شديد، لأنهم “أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى 11 مرة” مقارنة باليافعين الذين يتلقون ما يكفي من الطعام.

وقال المتحدث الأممي إنه حرم ما يقارب ال(860) ألف شخص من المساعدات الإنسانية في شهر مارس، وأبريل من العام الحاري، وأفاد أن “التنقلات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان قد توقفت منذ منتصف ديسمبر”.

وأشار إلى صعوبة توصيل المساعدات، واصفاً الظروف المحيطة بهذه العملية بـ “السيئة والخطيرة للغاية”، لافتاً إلى تعرض عمال الإغاثة للقتل والإصابة والمضايقات، بينما يتم نهب الإمدادات الإنسانية. وعلاوة على ذلك، أدى إغلاق معبر أدري الحدودي من تشاد إلى غرب دارفور، في فبراير، إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور إلى مستوى “هزيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى