ثقافة وفنون

نقيب الدراميين الرشيد أحمد عيسى: وقف الحرب أهم المشاهد التي أعمل عليها

نقيب الدراميين الرشيد أحمد عيسى:

وقف الحرب أهم المشاهد التي أعمل عليها

 

الفن هو السلام

 

الجنجويد لا علاقة لهم بالسودان

 

قضية السودان هي قضية الفنان الحقيقي

 

الدراما أعلى أشكال الفنون في التعبير عن الإنسان

 

أعلن نقيب الدراميين الرشيد أحمد عيسى عن عدم مشاركته في أي عمل لا يدعم وقف الحرب، الحرب الذي يري أنها تحصد أرواح السودانيين واحتسب فيها زوجته شهيدة في ولاية الجزيرة… (الأحداث) سعت إليه لمعرفة رؤيته بشأن الأمر، حيث أوضح أن وقف الحرب أهم المشاهد التي يعمل عليها.

 

حوار – ماجدة حسن

أعلنت عن عدم مشاركتك في أي فعل ثقافي لا يمضي في اتجاه وقف الحرب ما سبب ذلك القرار المفاجئ؟

هو ليس مفاجئاً لعدة أسباب قررت أي نشاط لا يوقف الحرب أنا لست معه.. الله هو السلام، الفن هو السلام، أي فنان لا ينشد السلام عليه أن يبحث عن مهنة أخرى، الفنان مع الجمال وليس القبح مع الاستقرار والأمان والبناء وليس الهدم.

 

إذن ماهي أقوى أسباب هذا القرار؟

إحدى أزمات هذا الوطن العظيم أن من يدعون أنهم نخبة يعيشون في حالة فصام عجيبة، يتحدثون عن الوطن بكل هذا الجمال ولغة منمقة لكن لايستطيعون التحرك قيد أنملة تجاه ما يجري في الوطن، أعتقد أن العالم كله يشهد أن هناك أزمة طاحنة في السودان على مستوى الغذاء والصحة وعلى مستوى القتل اليومي المستشري في الجزيرة ودارفور وفي الخرطوم، المسألة إن لم يتصدى لها أهلها لن يتصدي لها أحد، العالم مشغول والإعلام موجه بقضايا محددة، القنوات العالمية تسعى خلف الأخبار الطازجة

أما الحرب المنسية حرب السودان أعتقد أن هناك تآمر كبير من كل الأطراف، إذا أصحاب الشأن منصرفين لشئون حياتهم العادية بدون أي شعور تجاه أي قضايا إنسانية، هل ينشغل العالم بنا.

 

كيف ترى دور الفنانين في هذه المرحلة؟

مايسمون بالفنانين في القاهرة وغيرها، هم  فنانين ما أنتجهم نظام الإنقاذ في تدهوره وانحطاطه الأخير ما يسمى بالقونات وما يشبههم من المنحرفين وهم كثر بالإضافة إلى ما أتت به السوشيال ميديا التي تظهر أشخاص يقدمون مادة لا ترقى لأي مستوى، ويشتهر ويصل إلى مراقي لا يمكن تخيلها، كل هذا ونحن بعيدين كل البعد عن قضايا مجتمعنا وعن إنساننا الذي يموت يومياً من هذه الكارثة الإنسانية لكل أهلنا في السودان.

 

هل تقول إنهم بعيدين عن قضايا الشعب السوداني؟

الشعب السوداني أهلي وقضاياهم قضيتي، ماذا أناقش أنا كفنان وماذا أقدم للعالم غير قضايا إنساني وأعالج أزماته وهذا هو دور الفنان الحقيقي لذلك أعتقد أي محاولة للانصراف عن قضايانا هروب وأكبر أزماتنا أننا تركنا الأمر لنخب لاحول ولاقوة لها، متشظية وصلت بالوطن إلى مدارك لا يمكن أن يتخيلها الإنسان، لأنهم لم يتفقوا أبداً على الوطن وإنما اتفقوا على الكرسي، كل الاتفاقات الآن لا تعنيني مايعنيني هو وقف الحرب فوراً بدون أي شروط أن يتوقف إهدار الأرواح.

 

وقف الحرب دون إدانة المنتهك؟

أنا أدين بشدة الدعم السريع، هؤلاء الجنجويد قتلة لا علاقة لهم بالسودان ولا بإنسان السودان أي جهة تزين ذلك هذه الجهة لابد أن تدان أيضاً إن الذي يقومون به شئ فظيع  وأتمنى أن لا يتعامل الجيش السوداني الذي نحبه ونحترمه ونجله برد الفعل، الجيش وطني وقومي يمثل كل السودان.

 

وقف الحرب أمنية وغاية لكن كيف؟

الوطن في مرحلة حرجة ونحن ضد الجنجويد والثورة كانت واضحة من البداية وكان شعارها الجنجويد ينحل، زمن التخويف انتهى، ماذا تبقى بعد أن تقتل زوجتي، الآن يقتل إنسان السودان بدم بارد والجميع يتفرج على ذلك عدد القتلى أحياناً يصل إلى 100 شخص في اليوم في الجزيرة وما خفي أعظم.

 

إذن وقف الحرب أهم مشاهدك التي تعمل عليها؟

لا يوجد مشهد ثقافي أهم من مشهد وقف الحرب، وهي حرب لا منتصر فيها كما جاء على لسانهم هم، على السياسيين أن يعوا أن اتفاقيات الحلو ليست حلاً، الحل في وقف الحرب فوراً لأنها تمددت، وكما صرح قائد الجنجويد لايستطيع السيطرة على قواته وكل هذا يتضرر منه إنسان السودان البسيط الذي كان يعتقد أن نخبة ستتولى قيادته نحو النهوض والتقدم وتحقيق الأحلام والأمان والاستقرار لكن هذه النخب في متاهة لا يعلم مداها إلا الله.

 

الدراما السودانية مالها وما عليها؟

هذا موضوع غاية في التعقيد خاصة في مجتمع يعاني من الجهل والتخلف، الجهل بأنواعه المختلفة الذي يعاني من أمية الكتابة والقراءة والتي تتجاوز 60% ثم الأمية الحضرية وآخرها الأمية الثقافية والتي تشكل النسبة الأكبر وهي بلاشك تعد كذلك لأن نسب أمية الكتابة والقراءة والأمية الحضرية تؤثر على المستوى الثقافي.

 

دورها في هذه المرحلة؟

الدراما هي أعلى أشكال الفنون في التعبير عن الإنسان وهي الانعكاس لوجوده الاجتماعي وهي تحمل أسئلته وقلقه وهمومه وأزماته، الدراما تعيد إنتاج هذه الأسئلة في متن جمالي يستطيع الإنسان من خلاله أن يرى ذاته ويواجهها لأنها تستفز رد الفعل المستقر لديه وتحفزه على التفكير.. من خلالها يمكن أن يتغير الإنسان.

 

تقييمك لما يتم تقديمه؟

ما قدم ويقدم الآن من دراما يعاني الكثير من الأخطاء في المعالجات الفنية والفكرة ولعل مصدر ذلك الاستسهال

ذلك الفخ العميق الذي انزلقت إليه الحياة السودانية، ولعل الحديث هنا يشمل مجمل حياتنا إذ أن الدراما هي انعكاس لهذا المسخ الذي عانى منه المجتمع السوداني من جراء تدهور النخب على كل مستوياتهم وأولها النخب السياسية التي تتصارع على السلطة وهي لا تملك أي مشروع وطني نهضوي لبناء هذا الوطن وأولها المشروع الثقافي ولعل أكبر أمية ثقافية في أوساط السياسيين، وعموماً هذا موضوع شائك ومعقد ولكنه يستحق أن نبدأ في حوار جاد حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى