اقتصادي ينادي بتقييم تجربة الخصخصة
الأحداث – ناهد أوشي
نادى الخبير الاقتصادي والمالي د. علي الله عبدالرازق بتقييم تجربة الخصخصة التي طبقت في السودان منذ بداية التسعينات من القرن الماضي كآلية من آليات سياسات التحرير الاقتصادي.
وقال “لابد من تقييم التجربة وتفادي السلبيات التي صاحبتها مع ضرورة الأخذ في الحسبان الاستفادة من دروس تلك التجربة المتمثلة في اختيار الأدوات والسياسات بعناية ما بين الأدوات الأكثر شمولاً وبين بيع أسهم هذه المؤسسات المملوكة للدولة للعاملين واختيار إعادة تنظيم المؤسسة العامة، وتجزئتها إلى فروع صغيرة”.
وأضاف في حديثه ل”الأحداث” ينبغي الأخذ في الاعتبار العناصر المؤثرة في اختيار الوسيلة المرتبطة بالهدف من خروج الدولة من هذه المؤسسات من أجل نجاح وتحقيق أهداف خروج الدولة من المؤسسات الإنتاجية العامة لابد من توفير البيئة الاقتصادية الجاذبة للقطاع الخاص من التحكم في معدلات التضخم واستقرار سعر الصرف وغيرها من المؤشرات الاقتصادية”.
وكشف عن أخطاء تجربة الخصخصة حيث تم التصرف بالبيع أو نقل الملكية إلى القطاع الخاص بغير دراسات وافية، وتسببت القرارات الغير مدروسة والارتجالية في أحيان كثيرة وعدم الشورى إلى تحويل العديد من المؤسسات إلى القطاع الخاص بأقل من سعرها فى السوق إلى مجموعة من أصدقاء الحكومة، معتبراً ذلك باباً للفساد والرشاوى والممارسات الغير أخلاقية”.
ونبه علي الله إلى أن التحول إلى القطاع الخاص يجب أن يكون بالتدرج في إتمام عمليات خروج الدولة من النشاط الاقتصادي ما يفضي إلى نتائج إيجابية على كافة النواحي، وقال في المقابل فإن التسرع يؤدي إلى كثير من الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة.
وطالب بتوخي قدرات وإمكانيات وجدارة القطاع الخاص المالية والشروط الفنية، وقال بأنها من الشروط المهمة للنجاح في تقليل عدم التوازن المالي الذي ظلت تعاني منه الموازنة العامة. ودعا لإطلاق المبادرات الفردية الاقتصادية والاجتماعية دون إزالة القيود أمام إطلاق المبادرات الجماعية، وأضاف “لا سبيل لوصول الهدف من خروج الدولة من مؤسسات الإنتاج”.