عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار في حوار مع (الأحداث): (تقدم) فقدت ثقة الشعب السوداني وهذا (…) رأينا في وقف الحرب ودعوة غندور للحوار
عُرف عن السياسي البارز وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار طرح موقف حزبه بوضوح ومباشرة وهو من الساسة الذين لايمارسون الهروب من الأسئلة الساخنة.. في هذا الحوار مع (الأحداث) يجيب كرار على موقفهم من “تقدم” والحرب وقوى الخارج ودعوة غندور للحوار .. معاً لإفاداته.
حوار – عبدالباسط إدريس
لماذا يرفض الحزب الشيوعي الانضمام لتحالف “تقدم” ؟
الطرح السياسي لتقدم يعيد إنتاج الأزمة في السودان، وهو ذات الطريق الذي جربته بلادنا فيما بعد الثورة، وهاهي النتائج الوخيمة تبرهن على بؤس الرهان على الشراكة مع العسكر، أو تعطيل القضايا المصيرية بحجج واهية.
الحرب التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة، وعدم تفكيك بنية النظام القديم خلال الفترة الانتقالية، أفرزت واقعاً جديداً لم تستطع تقدم استيعابه، فالقوى صانعة الثورة، ومن ضمنها لجان المقاومة، لن تسمح باختطاف الثورة مرة أخرى أو رهن مستقبل السودان للقوى الخارجية كما تراهن تقدم، كما أن تقدم نفسها يمكن أن نقول إنها فقدت ثقة الشعب، إذ تجاهلت مطالب الثورة لما صعدت للسلطة بل ناصبت لجان المقاومة العداء.
لكن تقدم بقيادة حمدوك لديها الآن حراك سياسي تؤكد من خلاله على تمسكها بالثورة؟!
حراكها السياسي لا يعدو إلا قفزة في الظلام ..
ومن بعد كل ما جرى فإن محاسبة من أشعلوا الحرب وقتلوا الشهداء، والسلطة الانتقالية المدنية الخالصة، هي أولويات الجماهير الثورية، مع إبعاد العسكر عن الحكم وحل جميع المليشيات، وتصفية بنية النظام البائد ومحاكمة المجرمين، وهي مطالب تتفاداها تقدم في بحثها عن تسوية سياسية.
كيف تنظرون لمؤتمر باريس وهل سيحمل الضغط الخارجي الجيش لضم تقدم لمفاوضات جدة؟
مؤتمر باريس وحكاية دعم المجتمع الدولي زوبعة في فنجان، ببساطة لأن الذي ليس حريصاً على وقف القتال وموت الناس لن يكون حريصا على إغاثتهم أو بقائهم على قيد الحياة.. هذا العالم الذي يسمى المجتمع الدولي يكيل ب١٠٠ مكيال.. وجربنا مثل هذه المؤتمرات المضروبة على أيام حمدوك وكانت النتيجة صفرا كبيرا.. هذا المؤتمر سيلحق “أمات طه” قريباً وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
ثمة من يرى أن “تقدم” تمثل الحليف السياسي للدعم السريع هل تتفق مع هذا القول؟
لا أعتقد بأن تقدم تمثل حليفاً للدعم السريع، بل إنها تبحث مجدداً عن صيغة حكم انتقالي تعتلي فيه الصهوة، ومجموعة تقدم لا زالت ترى أن التفاهمات مع العسكر هي أسرع طريق للوصول للسلطة، فيما نرى نحن وقوى التغيير الجذري أن انتصار الثورة محتم وأن إرادة الشعب ستهزم مخططات المكون العسكري أو كمليشيا لحكم السودان وهي مخططات مفضوحة تقال على العلن.
وليست هنالك وصايا على الشعب.. والشعب قالها كلمة “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” لكن تقدم ترى غير ذلك، ومن يراهن على الحصان الخاسر فهو خاسر.
هناك من يقول إن صوت الحزب الشيوعى غائباً أو ربما منخفضاً حيال انتهاكات الدعم السريع في دارفور والجزيرة؟!
أبداً لم يغب صوت الحزب الشيوعي في أي لحظة، سواء بالبيان أو التصريح أو الموقف العملي، نحن ولجان المقاومة فقط الذين بح صوتنا بضرورة حل مليشيا الدعم السريع والمليشيات الأخرى منذ ما بعد الثورة حين كان الجميع يتحدث عن الدمج وتبعيتها للقوات النظامية، رؤيتنا لإيقاف الحرب معلنة.. ومنذ يومها الأول لا للحرب وستتوقف بإرادة الشعب وضغطه ويمكن بمساعدة الدول الصديقة، وقلنا إن هذه الحرب عبثية وطرفاها انقلبا سوياً على الفترة الانتقالية ومتآمران عليها.
ماهو تصور الحزب الشيوعي لوقف الحرب؟!
وقف الحرب ومعاقبة مرتكبي الجرائم وسلطة مدنية ثورية لقيادة مرحلة الانتقال.
هل يمثل الحل المتفاوض عليه عبر منبر جدة خياراً مناسباً لإنهاء الحرب؟
جدة أو أي جهد خارجي يجب أن ينصب على كيفية وقف الحرب وليس ترتيب ما بعدها من إجراءات سياسية،
هذا شأن الشعب السوداني والصراع أصلاً يدور بين قوى الثورة وأعدائها، وهو سيستمر فيما بعد الحرب لكن الانتصار للشعب أخيراً.
نُسب للحزب الشيوعي المطالبة بالحد من تسليح الجيش والدعم السريع، كيف يساوي حزبكم بين جيش نظامي وطني يقاتل قوة تمردت عليه وتجد دعماً إقليمياً مفتوحاً؟!
هذه الحرب أشبه بحرب الوكالة وأطراف خارجية معروفة تغذيها خدمة لأجندتها ومصالحها..
وبالتالي وقف الحرب يتطلب إيقاف الإمدادات لطرفي الصراع.. الذي يخسر الوطن والموت بالجملة وسط المدنيين..
وبالتالي فالاصطفاف مع / أو ضد ينذر بطول الحرب ومخاوف تقسيم السودان.
مارأيكم في حديث القيادي بالنظام السابق البروفسور إبراهيم غندور بأن الحوار السوداني السوداني هو الطريق لإنهاء الحرب وهل يمثل الحوار الشامل حلاً للأزمة كما يعتقد غندور؟
المؤتمر الوطني “شبع موتاً” في نظر الشعب السوداني وثورة ديسمبر كنسته وإلى الأبد ..
وهو ارتكب جرائم بشعة في حق الشعب والوطن
وكل مجرم سيجد العقاب
ولا مكان له في أي مشهد انتقالي.
الأزمة الإنسانية في تصاعد مخيف من جراء النزوح والتهجير القسري اليومي في الجزيرة وغيرها بالإضافة لعدم صرف الأجور وتعطيل الإنتاج، ماهي سبل معالجة الأزمة الإنسانية من جانبكم؟
وقف الحرب يتيح فرص المساعدات الإنسانية بشكلها الواسع..
السودانيون بالداخل سواء كانوا في لجان المقاومة أو الخدمات أو اللجان النقابية كالأطباء لم يألوا جهداً في تقديم هذه المساعدات بحسب الإمكانات المتاحة، وقدموا تضحيات بطولية كلفت البعض حياته.. هذا معدن الشعب وقت المحن والأزمات
والمناداة بوقف الحرب نراها واجب وطني لإنقاذ الملايين الذين يتهددهم الموت جوعاً أو بالرصاص في معظم مناطق القتال.