محمد جلال هاشم إنسان نبيل
معتصم أقرع
أختلفنا كثيراً في كل الطروحات، فأنا إشتراكي متهم بماركسية متقعرة لا دين لها ولا هوية سوي دين طبقة الفقراء ومحمد يعتقد إن الاشتراكية وهم.
ورغم أن محمد جلال حين زارني في داري سبني وقذفني بأقرب مخدة قربه وأدان الترجمات العربية للمنظمات التي أكتب دراساتها إلا أنه على المستوى الشخصي كان كريماً ودوداً وصديقاً أعتز بصداقته أيما إعتزاز. فهو وأنا قوم نعرف إن الخلاف الفكري الأمين الذي لم يبع نفسه وارد ولا يفسد للود قضية.
يختلف من يختلف مع محمد جلال في فكره حتى لو لم يقذفه بمخدة ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر نبله وترفعه عن بلاط سلاطين الخارج والداخل إذ ظل دائما عصيا على التطويع والشراء ولا أحد يستطيع أن يدعي أن محمد جلال باع أو خان أو جبن وهو مثقف له من المعرفة ما يكفي لأن يكون كبير كمبرادور كرزايات السودان بيد إنه ليس للبيع. وكل ما كنت معه أتى إليه جماعات من شباب الأولاد والبنات عاملهم بحنو أب أو أخ كبير ولم يكن إطلاقا وقحا مع بنت أو مشروع متحرش وعاملهن كبنات أمه مع أني لا اشك في أنه عاشق كسار تلج بدرجة قف في السياق المناسب مع من يحب.
محمد جلال من أقطابنا وأوتاد أولياء السودان الصالحين.
في أول أسابيعي في أركان الجميلة ومستحيلة ذم الحاج وراق، كبير كهنة الماركسية حينها، في ركنه السنابل بألسنة حداد وقال إنهم انحرفوا عن بيان المؤسسين المبدئيين الوطنيين مثل محمد جلال وشخص آخر (فيصل؟). لكن دارت الأيام دورتها وذهب الوراق حيث ذهب أما محمد جلال فقد ظل وطنياً أمينا عصيا على البيع والتركيع حتى بعد أن طارت قدمه فداء للوطن. ولو لم يقل سوى “لا تجروء سفارة على دعوتي لأمسية أو تفاكر” لكفى. إنما يعرف قدر الرجال والنساء الرجال والنساء.