رأي

خطاب السفارة. ما قاله.. وما لم يقله البرهان!!

حسن اسماعيل يكتب…

🔗 أسباب خاصة وأخرى عامة تجعلني من أكثر الناس احتفاءً بخطاب الرجل
🔗 فقد تحدثتُ مع مكتب الفريق البرهان (لهم خالص الشكر) عن أهمية أن يقدم الأخ الرئيس خطاباً سياسيا من داخل تركيا.. فالداخل النخبوي التركي يشهد تفاعلا إيجابيا كبيرا مع القضية السودانية بعد طول تشويش وعدم استواء في الرؤية.. كذلك تحدثتُ إلى السيد السفير نادر يوسف بضرورة ترتيب هذا اللقاء.. وأياً كان فقد سعدتُ بتوافق الرؤى حول أهمية هذا الأمر ولابد من شكر الإخوة الذين نظموا هذه الفعالية – صحيح – أن التنظيم كان يُمكن أن يكون أفضل من هذا بكثير ولكن لابأس فمضمون كلمة الفريق غطت على كل شئ وطريقة إدارة الحوار وتوزيع فرص الحديث أيضا فعلت ذلك فلابد من شكر الإخوة في السفارة على ماقدموا في انتظار انفتاح أوسع وحيوية أكثر
🔗 أما على المستوى العام فأراقب منذ فجر أمس وأنا في مطار أنقرة في طريق العودة إلى استانبول انفعال الفضائيات ومراكز التحليل بتتبع ماقاله الفريق البرهان واخضاعه للتدوير والتحليل
🔗 كنتُ قد طرحتُ على الفريق البرهان خمس أسئلة بعد أن شكرتُه على ( الترند الجديد) … ( تعال كان تقدر) … تلك الأسئلة التي ركزتْ معظم الفضائيات على ماعقب به الرجل من إجابات…
🔗 فقد طلبتُ من السيد الفريق إبانة علاقتهم في مجلس السيادة بالمبادرة التي قدمها الأخ رئيس الوزراء في مجلس الأمن وهل هي رؤية الحكومة التي يرأسها الدكتور كامل فقد أطلق عليها الناس اسمه!! (سألت ذياك السؤال وأنا اعرف إجابته سلفا) فجاء رد الفريق ليحقق المقصد من السؤال ويؤكد أن هذه مبادرة الدولة تتصل بماقبلها من خارطة طريق والتزامات جدة!
🔗 أما السؤال الثاني فقد كان يتعلق بالرباعية وتلكم الأحاديث التي يُتهامس بها عن تعاملهم معها رغم الموقف المعلن فجاء الهجوم على ( رباعية الإمارات) بل وعلى الإمارات وحكى السيد الفريق محطات المواجهة مع بن زايد وشخبوت
🔗 ثم سألتُه عن إمكانية القول عن تشكل رباعية حميدة من السعودية وقطر ومصر وتركيا فأسهب في الحديث عما وصلت إليه التفاهمات مع الأتراك لتصبح علاقة بناء استراتيجي
🔗 ثم سألته عن استعداداتهم لمايتم من تخطيط من هجوم على خاصرتنا الشرقية والجنوبية فجاء تحذيره واضحا لأثيوبيا
🔗 ثم نقلتُ له قلق الكثيرين مما يظنونه حركةً بطيئةً في العمل العسكري في كردفان ودارفور وعن خفوت صوت المقاومة الشعبية.. فجاءت إفاداته كما قرأها الناس ثقةً في هزيمة ودحر التمرد إذا لم يضع السلاح ويستسلم ويخرج من كل الأراضي التي يتواجد فيها
🔗 نقطة أخرى مهمة للغاية.. وهي أنهم استبقوا أي مقترح يقدمه ترامب بهذه المبادرة التي قدمها دكتور كامل بل وأنهم يرتبون للتنسيق( الرباعي) مع السعودية وقطر ومصر وتركيا لاقناع الرئيس الأمريكي بالتعاطي مع المبادرة السودانية وجعلها أساس تعامله مع قضية الحرب في السودان
🔗 الفريق البرهان لم يُفوت الفرصة بالطبع للهجوم على الجناح السياسي للمليشيا ولم يُفوت الفرصة كذلك في الهجوم على المنظمات التي تريد أن تُحاصر الدولة بقضية توصيل المساعدات.. فعل ذلك عندما قال كنا نسألهم على الدوام( عايزين توصلوا المساعدات لي منو)؟ أما نحن فهدفنا هو تحرير الأرض ثم إعادة الناس ثم توفير احتياجاتهم المختلفة
🔗 البرهان بذكاء أدهش حضور النخب التركية التي حضرت اللقاء عندما قال :- نريد أن نستفيد من تجربة تركيا في تعاطيها مع حزب العمال الكردستاني.. !!
🔗 أما مالم يقله الفريق البرهان وكان مسموعا ومشاهدا في اللقاء.. وهو أن اللقاء مع القيادة التركية كان مختلفا للغايةوأنه تخطى مرحلة( التلاوم الصامت السابق) .. فنحن هنا نعلم أن الأتراك يتعاملون بحساسية وانضباط وكبرياء عالي للغاية ولايزالون يُذكروننا بفترة تعامل الدولة في ٢٠١٩م مع الملف التركي إذ قامت مسؤولة الدائرة الأوربية في وزارة الخارجية على أيام حمدوك بتمزيق ملف التعامل مع تركيا بطريقة سخيفة وخرقاء.. كذلك بدا واضحا أن الأتراك تجاوزوا محطة الظن أن الذي يحدث في السودان هو صراع أهلي داخلي وهي محطة غزّتها ( ابوظبي ) بالوسوسة الدبلوماسية كثيرا
🔗 لا بد أن نذكر الفريق ميرغني ادريس لعب دورا محوريا وأساسيا في تسليك شرايين الاتصال وبناء مستوى ممتاز من المصالح البينية وكذلك فعل الأخ الفريق مفضل في جهاز الأمن والمخابرات وكل ذلك عززه الفريق البرهان بتكاثف القناعات بأنه لابد من الاستفادة من الدور المركزي والوازن جدا للدولة التركية
🔗 نعم مالم يقله البرهان يوم ذاك أنه بات على قناعة كبيرة جدا أن تركيا هي أهم حلفاء المرحلة القادمة وأن الميزان التجاري بين البلدين هو مدخل اعلاء التعاون العسكري بل والدفاع المشترك في مرحلة قريبة قادمة
– يتبع-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى