حليم الرابر السوداني.. يكتب فصلا جديدا للفن في موسم الرياض

الأحداث – متابعات
قال الاعلامي السوداني عمر المونه إن ما شهدته حديقة السويدي ضمن فعاليات موسم الرياض تجاوز كونه حفلًا فنيا إلى مشهدا جماهيريا وثقافيا مكتمل الدلالات. وحضور جماهيري كثيف، ليؤكد حليم تاج السر بأن رقم واحد في الراب والسين السوداني بلا منافس.
وأضاف “جمهور حليم تاج السر شباب سودانيون، أكدوا من خلال الفن قدرتهم على التعبير والتفاعل مع أغنيات حليم تأثرا ومعايشه عبر فن الراب والذي يعبر عن هموهم وتطلعاته، وصناعة الأثر هنا بعيدا عن القوالب التقليدية من الأغنية السودانية واحترام عقلية الاجيال ومجيالتهم مهم جدا”.
ويتابع “جيل الشباب السوداني في المملكة العربية السعودية جيل واعٍ ومستنير، وهو ما تعكسه سلوكياتهم قبل الأرقام.
التزام بالقيم، احترام للأنظمة، وحضور إيجابي داخل المجتمع، يقابله وعي فني متقدم، يبحث عن لغة معاصرة للتعبير عن الذات والهوية دون تناقض أو صدام”.
وقال “خلال السنوات الماضية، وجد الراب السوداني طريقه إلى الشباب، ليس باعتباره نمطا موسيقيا فقط، بل مساحة حرة لنقل العامية السودانية، والوجدان، والتجربة الإنسانية بلغة يفهمها الجيل الجديد. ومن مدن المملكة، انطلقت أصوات استطاعت أن تعبر الحدود، وأن تصل إلى جمهور عربي واسع دون أن تفقد خصوصيتها.
نماذج في فن الراب السوداني عمر دافنشي، ماذ مارس، سيدو سيمبا، فلبتر، سولجا، كولو، علي جي إكس، وغيرهم، قدّموا تجربة مختلفة تحترم الجذور، وتخاطب الحاضر، وتفتح نافذة نحو المستقبل. لم يقدّموا الفن السوداني بصورة نمطية، بل أعادوا تقديمه بروح معاصرة، أكثر قربًا وصدقًا.
اللافت في هذه التجربة أن جمهورها لم يعد محصورا في دائرة جغرافية أو هوية واحدة، بل أصبح متنوعا، عربيا في امتداده، سودانيا في روحه. هذا التفاعل يعكس قدرة الثقافة السودانية على الوصول حين تُقدَّم بثقة، ودون افتعال أو تكرار.
الراب السوداني الشبابي لم ينفصل عن قضايا الوطن، بل عبّر عنها بصدق وبساطة، ولامس هموم الشباب وتطلعاتهم، فوجد منهم القبول والدعم. وهو ما يفسر الحضور الجماهيري الكبير الذي شهدته فعاليات حديقة السويدي، في مشهد أصبح مألوفا في تجارب سابقة عندما يكون الختام حفل راب سوداني”.
وتابع “في هذا السياق، الشكر والتقدير والاحترام للدور الكبير الذي قامت به الهيئة العامة للترفيه ووزارة الإعلام السعودية في توفير بيئة احترافية، آمنة، ومنظمة، أتاحت للشباب مساحة للتعبير والإبداع، وقدّمت نموذجا متقدمًا لصناعة الفعاليات الثقافية.
ما يقدم في موسم الرياض رسالة هادئة لكنها عميقة: حين يُمنح الشباب الثقة، وتُفتح أمامهم المساحات، يستطيعون أن يقدّموا وطنهم بصورة مشرقة، وأن يكتبوا مستقبلهم بأدواتهم، وبصوتهم الخاص”.



