سيطرة المليشيا على هجليج توفّر له ملايين الدولارات شهريًا من عائدات النفط بحسب الاتفاق الثلاثي.

الخرطوم / جوبا
كشفت تقديرات بحثية وإعلامية أن سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة هجليج النفطية قد وفّرت لها مصدر تمويل جديد يدرّ ملايين الدولارات شهريًا، ما يعزّز قدرتها على مواصلة العمليات العسكرية وإطالة أمد الحرب في السودان.
وقال الباحث الأمريكي المتخصص في الشأن السوداني كاميرون هدسون إن قوات الدعم السريع ستحقق، وفق مستويات الإنتاج الحالية وبموجب ترتيبات جديدة، نحو 200 ألف دولار يوميًا، أي ما يقارب 6 ملايين دولار شهريًا من عائدات النفط، نتيجة استحواذها على هجليج. وأضاف أن هذه العائدات «توفر أموالًا كافية لدفع رواتب المقاتلين والحفاظ على زخم الهجوم العسكري».
وفي السياق ذاته، أفاد موقع Juba 64 News بأن ما يُعرف بـ«الاتفاق الثلاثي الخاص بهجليج» حدّد رسومًا قدرها 11 دولارًا عن كل برميل نفط، يتم توزيعها بواقع 7 دولارات لبورتسودان و4 دولارات لنيالا، ما يشير إلى وجود ترتيبات مالية وإدارية جديدة لإدارة عائدات الحقل النفطي.
ويحذّر مراقبون من أن تحوّل الموارد الطبيعية، وعلى رأسها النفط، إلى مصدر تمويل مباشر للأطراف المسلحة، يمثل تطورًا خطيرًا في مسار النزاع، إذ يربط استمرار العمليات العسكرية بالسيطرة على مناطق الإنتاج، ويزيد من تعقيد الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من توسّع رقعة الحرب نحو مناطق إنتاج النفط والموارد الاستراتيجية، وسط تحذيرات من أن الاقتصاد الحربي بات عنصرًا رئيسيًا في إدامة الصراع، وليس مجرد نتيجة له



