ثقافة وفنون

آخرهم النصري.. فنانون يرتدون “الكاكي”.. بين المايك والبندقية

الأحداث – ماجدة
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها السودان خلال الفترة الأخيرة، برزت ظاهرة لافتة تمثلت في انضمام عدد من الفنانين والمبدعين السودانيين إلى صفوف القوات المسلحة، في خطوة حملت أبعادا رمزية ووطنية أثارت اهتمام الرأي العام داخل البلاد وخارجها.
ولعل اخر هؤلاء الفنانين المنضمين إلى القوات المسلحة فنان الطمبور الشهير محمد النصري الذي إرتدى “الكاكي” دعما وانخراطا مع القوات المسلحة في معركة الكرامة، ومن قبله عدد من الفنانين أبرزهم الفنان عاطف السماني الذي ظل داعما للقوات المسلحة في كافة المجالات، ولطالما لعب الفنانون دورا مؤثرا في تشكيل الوعي الجمعي، باعتبارهم صوت الشارع ومرآة المجتمع ومع تصاعد التحديات الأمنية والسياسية، اختار بعض الفنانين الانتقال من ساحات الغناء والمسرح إلى ساحات الواجب الوطني، معتبرين أن الدفاع عن الوطن في هذه المرحلة يتقدم على أي دور آخر.
وقد أعلن عدد منهم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي انخراطهم في صفوف القوات المسلحة، مؤكدين أن القرار نابع من قناعة شخصية وإحساس بالمسؤولية تجاه البلاد.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس طبيعة العلاقة التاريخية بين الفن والقضايا الوطنية في السودان، حيث ارتبط الغناء والشعر منذ عقود بالنضال والهوية والانتماء. ويشيرون إلى أن مشاركة الفنانين، سواء بشكل مباشر في الخدمة العسكرية أو من خلال الدعم المعنوي، تسهم في رفع الروح المعنوية وتعزيز الشعور بالوحدة الوطنية، خاصة في أوقات الأزمات.

في المقابل أثارت هذه الظاهرة نقاشا واسعا في الأوساط الثقافية، بين من يراها تعبيرا مشروعا عن الانتماء والالتزام الوطني، ومن يدعو إلى الحفاظ على دور الفنان كصوت للسلام والحوار بعيدا عن الصراعات المسلحة إلا أن غالبية الآراء تتفق على أن ما يمر به السودان فرض على الجميع إعادة تقييم أدوارهم ومواقفهم.

وفي المحصلة يعكس انضمام بعض الفنانين السودانيين إلى القوات المسلحة صورة معقدة للمشهد الراهن، حيث تتداخل الثقافة بالسياسة والفن بالواجب الوطني في محاولة جماعية لعبور مرحلة استثنائية من تاريخ البلاد على أمل الوصول إلى مستقبل أكثر استقرارا وأمانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى