رأي

سياق التحليل العلمي كفيل بتتبعها ؛ علاقات الاقليم ديناميكية وليست استاتيكية

سيف الدين البشير

وهو الخليج العربي نفسه من تكامل فيه الأمن ورغد العيش وضخامة الموارد واستدامت المسارات السياسية ، هو نفسه من اصطرع ذات يوم مبلغ أن لم يكن مستبعداً أن : يكون ثفالها شرقي نجدٍ ولهوتها قضاعة أجمعينا أو كما قال ابن كلثوم .
ثم أن القوتين غير العربيتين – تركيا وايران – تناديا بحزم لحماية قطر من جوارها.
نعم شهدت المنطقة عالية التجانس قهوة وصهوة ونخوة ذلك التقاطع الحاد ، وقبل ذلك اصطدمت العراق بالكويت حتى هبت العوالم الأخرى لفض الاشتباك .
ولكن قبل أيام فقط استضاف ولي العهد السعودي أمير قطر ، وتمدد التواصل اتفاقا يشمل كل شئ .
إذن فالرهان على أواصر مستدامة هنا أو هناك يظل محض أفكار مسبقة يجترها من لا يعتبرون حتى بالتاريخ القريب .
الأواصر تحكمها استراتيجيات متواثبة كفيلة باستدعاء الانفجار طرفة عين إن توافر القادح ، وهو غالبا ليس بالبعيد في إقليم تتضارب عبره الأولويات وتصدق في حقه مقولة “أنا وابن عمي على الغريب ، وانا وأخي على ابن عمي” ، ثم يمضي التضارب ليبلغ بها : “نفسي أو الطوفان” .
وبالأمس استقبل ولي عهد السعودية الرئيس الارتيري ، وماهو معلوم أن أثيوبيا ما تمل تضمر التربص بجارتها ، ومعلوم من هو الحليف المقرب الذي يغوي أديس بأسمرا .
وقبل ذلك زار أسياسي السودان ، وقبله بقليل ركز ولي العهد خلال لقائه ترامب على تدخل الأخير في الملف السوداني ، وواضح أن سياق بولس لم يعد سوى لأرشيف متربٍ ، إذ أن الرجل يلتزم العدل ، بحيث سخر السودان من وريقته وادار لها الظهر قبل أن يجف مدادها .
وبالأمس قالت جريدة الشرق الأوسط أن السعودية “شددت على ضرورة إنهاء التوتر في شرق اليمن، بعد التحركات العسكرية الأخيرة التي قام بها «المجلس الانتقالي الجنوبي» في محافظتي حضرموت والمهرة” .. وهو حديث يعالج الملفات الأصعب ، وقد يعصف بتحالفات ظن أنها أرسخ من أجأ .
الأزمات قد تستعصي على الراتق .. قد توضع في الثلاجة وتلف بشتاء يفعل الجمود ، ولكن للواقع شموس تذيب جليد سيبيريا ، ثم تستهل الظهور الى العلن عبر نثار خيوط هنا أو هناك ، قد تعمي عليها رغبات “الغتغتة” ، لكنها لا تخفى على من يصل الخيوط بعضها ببعض ! .
تتسارع الخطى داخل الاقليم ، وما من رابط سيدوم في مأمنٍ من نوازع “الأنا” ليثبت أن ما وصف بالمقدس قابل للانهيار من شاهق عبر تقاطع المسارات لأي لاعب .. هو العالم وهي داينميكيات الاستراتيجيا والرغبة والرهبة، ويومها لن تفلح صيغ العلاقات العامة في الصمود طويلاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى