الحلو يضع كاودا على خط النار

تقرير – أمير عبدالماجد
لحوالي 13 عاماً ظلت كاودا والقرى المحيطة بها بعيدة عن نيران المقاتلات والمعارك بموجب اتفاق وقعته حركة تحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو مع الحكومة عام 2012 وهو اتفاق ظل يجدد تلقائياً ووقفت بموجبه الحرب في المنطقة التي لم تعرف عمليات عسكرية حتى بعد اشتعال الحرب في الخرطوم والجزيرة والنيل الابيض ومدن دارفور وقراها وحتى بعد توقيع الحلو لاتفاق مع مليشيا حميدتي ظلت كاودا بعيدة عن مرمى نيران الجيش إلى أن وصلت المعارك إلى كردفان ودارفور ودخلت قوات الحلو المتحالفة مع المليشيا في المعارك.. هنا تغيرت الأمور إذ فض الحلو عملياً إتفاقه مع الحكومة وزج بقواته في المعركة بصورة واضحة وجلية… هاجم كادوقلي وقصفها بالمدفعية وارسل جنوده لحصار الفاشر باعداد كبيرة ورقص هو وجنوده علي جثث الابرياء .. وقبل أيام هاجم جنوده كرتالا شمال هبيلا بجنوب كردفان وهي منطقة يسيطر عليها الجيش، وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحلو مدعومة بقوات من مليشيا الدعم السريع هاجمت مع خيوط الفجر الاولى منطقة كارتيلا ونجحت تحت النيران الكثيفة من التسلل إلى محيط سوق كرتالا حيث اصطدمت بقوات الجيش الذي حرك وحدات من اللواء 53 وقوات المهام الخاصة والقوات المشتركة ما أجبر المهاجمين على التراجع مغيرة موازين المعركة التي اعتقد الحلو والدعم السريع انها اقتربت لصالحهم بعدها ارسل الحيش مسيراته الاستراتيجية إلى كاودا للمرة الأولى فضرب معسكر لتدريب القوات ومخازن للسلاح والذخيرة وأحدث حالة من الرعب في المنطقة التي لم تعرف الحرب لسنوات ما جعل بعض السكان يغادرون المنطقة إلى القرى المجاورة خوفاً من تكرار القصف الجوي لمعسكرات الحلو المنتشرة في المدينة، وقالت المصادر إن الحلو الذي يعاني من مشاكل صحية أبلغ بعد الضربة ونقل من مكانه خوفاً من استهدافه بالطيران، فيما خرجت بعض الأصوات المنددة بماحدث وباتفاق الحلو مع مليشيا الدعم السريع، وقالت إن الحلو أغلق أذنيه عن سماع صيحات المحذرين من فتح الطريق أمام النيران إلى كاودا، وقال ان الحلو اعتقل بعض الزعامات الشعبية لانها اعترضت على توقيعه لاتفاق مع الجنجويد وزج بهم في السجون، وكان المعتقلين قد حذروه من التحالف مع الجنجويد لانه سيعيد المعارك إلى كاودا ورفضوا مشاركته في قصف كادوقلي وغيرها ووصفوه بالخيانة وتعيش المنطقة الان على وقع توترات كبيرة خاصة بعد وصول مسيرات الحيش إلى العمق في كاودا التي لا تملك بنيات تقنية قادرة على صد الهجمات وابعاد المسيرات عن الأماكن المستهدفة.
يقول عادل راجون وهو من المقاتلين السابقين في قوات الحلو (نحن لا نملك دفاعات لذا يمكن لهذه المسيرات أن تفعل في كاودا ما تشتهي نحن نملك أسلحة خفيفة وقليل من الدوشكات ولا قبل لنا بمواجهة التسليح المستخدم في الحرب الحالية وحتى لو وصلتنا أسلحة من الدعم السريع جنودنا لا يجيدون استخدامها هم مدربون فقط على أنواع محددة من السلاح الخفيف)، وأضاف (الحرب وصلتنا الان وأصبحنا ضمن حزامها وعلى الحلو الذي رفض كل الأراء التي طالبته بالنأي عنها وعدم الزج بنا في اتونها أن يوجد الحلول التي تحمي المنطقة والا سيجد نفسه أمام مأزق كبير خاصة وأن الجيش لن يتوقف عن استهدافه واستهداف مناطقه)، وتابع (لا أعلم ما إذا كان الحلو يمرر أسلحة تأتي من جنوب السودان إلى دارفور لا علم لي في الحقيقة لكن اعتقد أننا نخوض الان معارك مع جيش آخر غير الذي حاربناه في الماضي وهذا ما يجعل المعركة صعبة).
اللواء (م) صلاح محمد خالد رؤية أخرى فهو لا يرى أن ضرب كاودا بالمسيرات رد على ماحدث في كرتالا بل تمهيدا لمعارك قادمة في دارفور يخشى الجيش أن يتحرك الحلو في المساحات خلفه) وأضاف (هجوم الحلو المتكرر على الجيش محاولة للتشويش والتضييق على الجيش حتى لا يتقدم من هذا المحور واعتقد أن ما وجدوه هناك يؤكد لهم القدرة العالية على ادارة المعارك والربط بين القوات على الأرض واعتقد أن الجيش سيواصل في ضرب تمركزات الحلو وتحشيداته ولن يتوقف لان الحلو يتحرك هناك لان القوات الموجودة والطيران الحربي والمسير قادر على تحييد قواته وايقاع خسائر كبيرة لايستطيع تعويضها الان)، وقال (الحلو فتح معسكرات ويجند الان مقاتلين من القرى ومن جنوب السودان للدفع بهم في المعارك ومنطقي جدا ان تستهدف مسيرات الجيش هذه المعسكرات).



