الهدنة الانسانية.. اللافتة المفضلة للمليشيا وداعميها

تقرير – الأحداث
المعتاد في حرب السودان انه كلما دخلت المليشيا في مطب من مطبات المعركة وبدأ أنها تعاني ان يتدخل طرف ما ويلقي بثقله بحثا عن هدنة إنسانية تمكن المليشيا من اعادة الانتشار وتكبح جماح اي محاولة لايقافها من قبل الجيش ويتوقف بموجب الهدنة الطرف المخيف جدا للمليشيا وهو الطيران الحربي والطيران المسير مايعني لها حركة دون خوف وانتشار وتمدد والتقاط انفاس وتجنيد ودخول سلاح … في المرة الاولى التي اعلنت فيها هدنة وفقاً لاتفاق جدة كانت المليشيا تتحسس الطريق إلى دخول مناطق ام درمان من اتجاهين من بحري عبر الكبري ومن ام بدة عبر شارع سوق ليبيا وود البشير .. جاءت الهدنة فتمددت المليشيا حتى وصلت حديقة ماجيك لاند في الحارة الاولى بمنطقة الثورة مايعني أن ام درمان القديمة كلها اصبحت محتلة واصبح الطريق مفتوحاً من غرب ام درمان حيث تصل الناقلات الكبيرة محملة بالشفشافة والمقاتلين والعتاد الحربي وينقل عبر الاسفلت إلى داخل ام درمان حيث اقاموا مكاتب لهم في مستشفي الدايات ومقر الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون ومن هناك إلى بحري وصولاً إلى شرق النيل … كل هذا التمدد على الاقل في ام درمان مثلا تم أثناء الهدنة التي شهدت هي وبقية الهدن اعمالا عسكرية مكثفة… ما أن تعلن هدنة في جدة حتى تبدأ المليشيا في الانتشار والتوسع وتبدأ في قصف المواقع واستهدافها، والسؤال هنا مع كل ما تفعله المليشيا هل هناك اغاثات وصلت ودخلت إلى السكان المحاصرين .. يقول رمزي السائح وهو ممن رابطوا في منطقة الصحافة بالخرطوم ولم يغادرها الا بعد توقف المعارك من أجل تلقي العلاج بمستشفي النو بالثورة وصولا إلى مستشفي الجكيكة بنهر النيل .. يقول (كنا في البداية نراقب الهدنة على اعتقاد انها ستوقف حفلات الرصاص المستمرة فوق رؤوسنا وسنشاهد سيارات الاغاثة تدخل مناطقنا لان البعض كان يجزم بان المليشيا والجيش ليس بوسعهما اعتراض قوافل الاغاثة لكن شيئا لم يحدث ولم يصلنا اي احد ولم تصلنا اغاثة حتى توقفت الحرب في الخرطوم وغادر هؤلاء الاوباش المدينة هاربين) واضاف (حتى بعد اخراج المليشيا من الخرطوم توقعنا أن تصلنا اغاثات وان يكون العائق كما توقعنا وجود المليشيا لكن لم تصلنا رغم ان وعودا بذلت وطلب منا ان ننظم انفسنا ونحن مجموعة صغيرة من الناس لسنا اعدادا كبيرة لان معظمنا بلا أسر اذ اخرجناهم وبقينا في منازلنا لم تصلنا اغاثات واعتقد أن موضوع الاغاثات هذا سياسي فقط واعلامي لان الخرطوم التي اشتعلت فيها الحرب وانا احدثك من واقع تجربتي ومعايشتي لما حدث لم يصلنا ولا كيلو دقيق في هدنة انسانية وقعت واي ايقاف لاطلاق النار كنا نقطع مسافات طويلة للحصول على الطعام ومن مالنا الذي يصلنا عبر الاهل والاقارب عبر التطبيقات البنكية).. معظم من عاشوا تجربة الحرب في الخرطوم لم تصلهم اغاثات مع تعدد الهدن الانسانية.. هذا في مناطق وجود المليشيا … ماذا عن مناطق وجود الجيش في الثورات مثلا .. يقول عماد الدين المحجوب الموظف بادارة المياه انه لم يغادر المنطقة في كرري منذ اشتعال الحرب ولم تصل اغاثات بالصورة التي يتم الترويج لها بحيث تشعر ان المجتمع الدولي جهز طائراته وشاحناته لاغاثة الناس واضاف ( لولا التكايا التي اشرف عليها بعض الخيرين ودعمها المغتربين من جيوبهم لما توفرت كسرة خبز للمحاصرين في ام درمان هذه التكايا وفرت للناس وجبات واعانتهم على هول ماعاشوه من رصاص وتدوين بالراجمات وغيرها)، وتابع ( بعد خروج المليشيا وصلت بعض الاغاثات القليلة وهي عبارة عن دقيق وزع على السكان وقيل لنا انه من مركز الملك سلمان .. دقيق فقط كم كيلو دقيق لو اعتمدنا عليه لمات اغلب سكان ام درمان لذا يمكنك القول ان موضوع الاغاثة هذا مجرد اوهام تساق من أجل هدنة ليست هناك هدنة من اجل الاغاثة) وهو حديث يستدعي ماحدث مثلا في الفاشر اذ تعالت الاصوات المطالبة بفك الحصار عن المدينة التي تناول سكانها الامباز لانعدام الطعام فلم يتحرك المجتمع الدولي الذي تحرك الان من أجل هدنة تمرر المساعدات الانسانية المزعومة إلى مدينة بلا سكان وإلى سكان غادروها واعتمدوا على المكون المحلي والتكايا التي اعتادوها.



