روبيو يصعّد موقفه: من التحذير من “إبادة جماعية حقيقية” في السودان إلى دعم تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية

عاد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، المرشح لتولي منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ليصعّد لهجته تجاه الإمارات العربية المتحدة وقوات الدعم السريع السودانية، بعد تصريحات قوية أدلى بها أمس، مؤكدًا فيها دعمه لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، ما يعزز موقفه الحاد الذي سبق أن عبّر عنه في جلسة استماع سابقة بتاريخ 15 يناير 2025 حين وصف ما يجري في السودان بأنه “إبادة جماعية حقيقية”.

تصريحات 15 يناير 2025: “هذه إبادة جماعية بكل التعريفات”

خلال جلسة تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ في 15 يناير، قدّم روبيو واحدة من أقوى المواقف الرسمية الأميركية حول السودان، حيث قال إن البلاد تشهد أسوأ كارثة إنسانية على كوكب الأرض حاليًا، مشيرًا إلى مجاعة معلنة وجرائم عنف جنسي منهجي، ومؤكدًا أن واشنطن تعتبر ما يجري إبادة جماعية تستهدف مجموعات إثنية بعينها.

كما وجّه اتهامًا مباشرًا للإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع، قائلًا:

“بعض حلفائنا، وفي مقدمتهم الإمارات، يقدمون دعمًا لجهة ترتكب إبادة جماعية. تجاهل هذا الأمر غير أخلاقي وغير مقبول.”

وانتقد روبيو الصمت الدولي وغياب الاهتمام الإعلامي، مؤكدًا أن السودان يعاني “إبادة جماعية حقيقية بينما العالم غافل”.

تصريحات أمس – 12 نوفمبر 2025: دعم رسمي لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية

وفي تصريح جديد أمس، أكد روبيو أنه سيدعم أي مشروع قانون في الكونغرس يصنف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، معتبرًا أن هذا التصنيف أصبح “ضرورة أخلاقية وأمنية”.

وقال:

“قوات الدعم السريع ارتكبت تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية، ويجب استخدام كل أدوات الضغط بما في ذلك التصنيف الإرهابي لوقف التمويل الخارجي ووقف الجرائم.”

ويأتي هذا الموقف في سياق تصاعد الضغوط داخل الكونغرس لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الداعمين الإقليميين للصراع، وفي مقدمتهم الإمارات، بحسب تقارير أممية ودولية.

تداعيات محتملة على العلاقات الأمريكية–الخليجية

يرى محللون أن تصريحات روبيو المتكررة خلال العام 2025، واتساعها في حدّتها، تشير إلى توجه داخل المؤسسة الأميركية لإعادة تقييم العلاقة مع أبوظبي، خصوصًا مع تزايد الأدلة حول دورها في تسليح الدعم السريع رغم نفيها المستمر.

كما توقّع دبلوماسيون أن تضطر إدارة ترامب الثانية إلى تشديد موقفها تجاه أطراف الحرب في السودان، إذا تم تأكيد روبيو في منصب وزير الخارجية.

خاتمة

يقدم روبيو — عبر تصريحي 15 يناير و12 نوفمبر — أوضح موقف أميركي حتى الآن تجاه الإبادة الجماعية في السودان والدعم الخارجي الذي يغذيها.
ومع اقتراب تسلّمه حقيبة الخارجية، ينتظر مراقبون ما إذا كانت واشنطن ستتجه بالفعل نحو تصنيف الدعم السريع إرهابية ومساءلة الأطراف الداعمة لها، وعلى رأسها الإمارات.