بعد قراره بتشكيل آلية للإستفتاء بابيي.. كير مناورة جديدة أم محاولة للاستفادة من حرب السودان

تقرير – القسم السياسي
في أعقاب تزايد الضغوطات الاقليمية والمحلية على حكومة سلفاكير في جوبا بعد تشظي حلفاءه في الحركة الشعبية وخروج اخر حلفاءه من الحرس القديم للحركة الشعبية القائد نيال دينق نيال والصراع الخفي بينه ونائبه بنجامين بول الذي أصبح حديث المدينة ومع التدهور الاقتصادي والفساد الذي يحاصر حكومته ويخنقها أصدر سلفاكير ميارديت قراراً باعادة تشكيل لجنة الحل النهائي للتصديق على نتائج الاستفتاء لنقل الملف إلى الاتحاد الافريقي ومجلس الامن وهو قرار حاول من خلاله كير وضع الحكومة السودانية أمام الأمر الواقع بحيث لا يمكن بعدها تغيير المعادلات التي ينتجها القرار على الأرض.
صناعة واقع جديد :
هذا الواقع في حالة تلبس واضح باستغلال الاوضاع الحالية وانشغال الحكومة السودانية بالحرب ضد مليشيا الجنجويد لصناعة واقع جديد في ابيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وهو منحي تصعيدي له مابعده لان الحكومة السودانية المنشغلة الان بملفات أخرى لن تغض الطرف عن تحركات حكومة جنوب السودان في ابيي ومن الصعب الجزم بقبولها اي تغييرات على الواقع الامني والسياسي والقانوني لابيي القائم على بروتوكول موقع ضمن ترتيبات اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ينتهي بترسيم الحدود بين الدولتين وينهي النزاع حول المنطقة المتنازع عليها.
محاولة حسم التبعية :
لكن كير الذي يعلم أن الحكومة السودانية والجيش السوداني يخوضان حرباً ضد المليشيا يحاول استغلال الحرب لحسم تبعية ابيي لجنوب السودان ولمصلحة دينكا نقوك يقول اللواء م ياسر سعد الدين إن حسابات كير ليست استراتيجية بل تكتيكية لارضاء مكونات داخل جنوب السودان لانه يعلم تماماً أن اقرار أي وضع في ابيي دون موافقة الخرطوم أمر غير منطقي وسيقود إلى حرب بين مكونات محلية وبين الحكومتين لذا لا اعتقد أن الرجل جاد ويعتقد أن قرارا كالذي اصدره يمكن أن يشكل فروقات على الأرض وأن الحرب التي تدور في السودان ستمكنه من الانفراد بابيي)، وأضاف (كير يعلم أن الحكومة السودانية مشغولة الان بملفات أخرى ولن يجد في هذا الوقت من يفاوض على ملف أبيي ولو أراد التفاوض عليه ان ينتظر بدلاً من الذهاب الى خطوة ستعزز سوء علاقاته مع الخرطوم وقد تشعل حرباً معها).
فعل عدائي :
وعلى عكس مايقوله ياسر يعتقد الذي كان خلف قرار سلفاكير ان الوقت ملائم بل وذهب إلى أن مايسميها حكومة بورتسودان قالت انها الحكومة الشرعية مايعني ان التفاوض معها يمثل حكومة السودان .. لكن هل تملك الحكومة السودانية الان رفاهية فتح كل الملفات وهي مواجهة بحرب مشتعلة منذ أعوام ..؟؟ يقول اللواء ياسر ان ما تفعله حكومة جنوب السودان عدائي جداً ولا يحمل أي تقدير لا للحكومة السودانية ولا للشعب السوداني من واقع ان إشغال الحكومة السودانية بفتح هذه الملفات الان ومحاولة اثارتها وتصعيدها يخدم التمرد ومليشيا الجنجويد مباشرة كما أن حكومة جوبا نفسها متهمة بتقديم خدمات لوجستية للتمرد وفتح معسكرات له ونقل الأسلحة ومده بمقاتلين من جنوب السودان)، وتابع (الجميع يعلم أن كير وحكومته يعيشون الان فترة سيئة وقلقة بناء على الاصوات التي تتعالى ضده والخلافات المشتعلة في كابينة القيادة وتدهور اقتصاد الدولة الوليدة ونشوء مليشيات بعضها طالب بالانفصال عن الحكومة المركزية الرجل يهرب من أزماته باعادة انتاج ازمات مع الخرطوم علها توحد صفه الداخلي المهترئ)، لكن رئيس ادارية ابيي شارلس جوك له راي اخر فالرجل لايعتقد أن اعتماد نتائج الاستفتاء امر لايحتاج الى الحوار مع حكومة السودان بل يبلور إلى درجة كبيرة موقف حكومة جنوب السودان ويفتح الطريق لدخول قوى دولية واقليمية وهو أمر مرحب به عوضا عن الجمود الحالي)، وأضاف (توصيتنا الأساسية أن تبدأ لجنة الحل النهائي في اعتماد نتائج الاستفتاء فورا)، وقال (رئيس الجمهورية اعاد تشكيل اللجنة ووضعها امام مهامها ويبقي المهم الان أن يضغط شعب نقوك على هذه اللجنة حتى تصادق على نتائج الاستفتاء تمهيدا لنقل الملف إلى الاتحاد الافريقي لاعتماده قبل الذهاب الى المجتمع الدولي وهي خطوة تسبقها خطوات يجب ان ننجزها)، واضاف (اعتقد اننا قطعنا نصف المسافة بهذا القرار) .. تبقي مستجدات ملف ابيي بعد قرار كير والقرار المرتقب من لجنته المعينة حديثاً بمانديت واضح هو القبول والتصديق على نتيجة استفتاء يقول ان سكان المنطقة يرغبون في الانضمام إلى دولة جنوب السودان وهو تصديق مرتقب في ظل انشغالات الدولة السودانية وحروبها.



