سجال حاد بين مندوبي السودان والإمارات بمجلس الأمن

الأحداث – وكالات
شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي حول تطورات الحرب في السودان، الخميس، سجالاً غير مسبوق بين مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، ونظيره الإماراتي محمد أبو شهاب، وسط اتهامات مباشرة وتوتر دبلوماسي حاد يعكس عمق الانقسام الدولي تجاه الأزمة السودانية.
وخلال مداخلته، جدّد السفير السوداني اتهام حكومته للإمارات بـ”دعم مليشيا الدعم السريع”، مؤكداً أن الخرطوم قدّمت للمجلس ما وصفه بـ”الأدلة والوثائق والصور التي تُثبت تورط الإمارات في تمويل وتسليح قوات الدعم السريع وارتكاب فظائع في السودان”.
وقال إدريس في كلمته إن “دولة الإمارات ترعى الإرهاب المنمذج والعرقي في السودان”، مضيفاً: “رفعنا إليكم كل البيانات والدلائل، ولكن الإمارات استغلت نفوذها لتعطيل الاجتماع ومنع صدور إدانة واضحة لعدوانها. إن دولة الإمارات مدانة والمدان لا يكون شريكاً في السلام”.
وردّ مندوب الإمارات محمد أبو شهاب بصورة مباشرة، واصفاً اتهامات السودان بأنها “سخيفة”، ومتهماً الخرطوم بـ”استغلال منصة مجلس الأمن للمزايدات السياسية”. وأضاف: “المندوب السوداني يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي طرف في النزاع. عليه أن يُسأل لماذا لا يأتي إلى محادثات جدة إذا كان يريد وقف الحرب، ولماذا تعيق حكومته دخول المساعدات الإنسانية؟”.
وأكد أبو شهاب أن بلاده “تقدم الدعم الإنساني للسودان”، مطالباً ممثل الخرطوم بـ”وقف لغة الاتهامات والتركيز على وقف النزاع”.
وعكست كلمة السفير السوداني موقفاً أكثر صدامية، إذ اعتبر أن “من يريد صنع السلام يجب أن يأتي بقلب سليم”، مشيراً إلى أن تقرير لجنة الخبراء الأممية الصادر في ديسمبر 2023 قد “أثبت” ما وصفه بـ”تورط الإمارات في الصراع”. وتابع: “مجلسكم الموقر على بُعد خطوة واحدة من إدانة الإمارات على عدوانها. دولة الإمارات عرقلت الاجتماع وحالت دون صدور موقف حاسم من المجلس”.
السجال الصريح بين الجانبين أثار تفاعلاً واسعاً، نظراً لكونه أحد أكثر المشاهد الحادة في مجلس الأمن منذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عام، ولأنه يكشف عن توتر غير مسبوق بين الخرطوم وأبوظبي على خلفية الدعم الدولي لأطراف الصراع.
ويرى مراقبون أن هذه المواجهة الدبلوماسية العلنية قد تُسهم في زيادة الضغط الدولي على القوى الخارجية المتهمة بالتدخل في السودان، فيما يظل مصير الجهود الأممية لوقف الحرب مرهوناً بإرادة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوداني.



