تقارير

استهدفته المليشيا بمسيرة..”كيكل”.. الرجل الغامض في حرب السودان

تقرير – أمير عبدالماجد
قبيل أيام قالت مليشيا الدعم السريع إنها استهدفت قائد قوات درع السودان ابوعاقلة كيكل بمسيرة في شرق النيل ما اثار التساؤلات حول قدرة المليشيا على تحديد موقعه وحول اصرارها الشديد على استهدافه بعد تحوله من صفوفها إلى القتال مع الجيش السوداني خاصة وأن أصوات نافذة في المليشيا قللت عند انسلاخه عنها وانضمامه للجيش قللت من ثقله العسكري وقدراته القتالية لكن مع ذلك لازالت المليشيا تطارد اماكن تواجده وتجتهد للوصول اليه وتصفيته.

وكان كيكل الذي انضم للمليشيا مع اندلاع الحرب وقاتل ضمن صفوفها وكان قائداً لها عندما دخلت الجزيرة قد انقلب عليها في مرحلة ما وانضم إلى الجيش وقاد عمليات حربية كبيرة ضدها في الجزيرة والخرطوم ولازال يقاتلها في كردفان وظهر في فيديو حديث وهو يتحدث عن الفاشر، مؤكداً أنه سيلتقي بالجيش الصامد هناك قريباً. ومع الاتهامات العديدة التي طالته بتصفية مواطنين بالجزيرة عندما كان يقود قواته ضمن المليشيا الا أن الرجل لايبدو مهتماً بما يثار حوله بل يواصل خوض الحرب ضد المليشيا غير آبه ويحيط الرجل نفسه بغموض شديد في حركته وفي المناطق التي يزحف نحوها بقواته إذ نادرا ما يرشح خبر عن تحركاته الا تلك التي يعلنها بنفسه مثل اشاراته في وقت سابق إلى أن قواته ستتجه إلى شرق النيل بالخرطوم واشارته إلى عزمه الدخول الى الفاشر وغيرها … يقول صالح وهو من منطقة كيكل وينتمي له قبليا إن الرجل الخمسيني لم يتلقى علوما عسكرية كما يعلم الجميع وتلقى تعليما اكاديميا متواضعا وهو من مجموعاتنا التي عرفت بالعمل في التجارة وتربية الماشية والزراعة وسط السودان لكن الرجل عرف بالشجاعة ولا تنقصه الفراسة وهو شيخ عرب يعرف الجميع ان مكانته القبلية منحته امتيازات اثبتت الايام أن الرجل بقدرها، واضاف “دفعت بعض المناطق ثمن وجود كيكل في الدعم السريع غاليا ودفعت اخرى ثمن خروجه من المليشيا إذ صبت المليشيا جام غضبها على بعض القرى بعد انسلاخ كيكل عنها وانضمامه للجيش وفقد عشرات الاشخاص احبائهم وقتذاك في مجازر معلومة للناس”.
وكان لواء م ياسر سعد الدين أشار إلى أن عملية انسلاخ كيكل عن المليشيا كانت معقدة جدا ومرت بمراحل صعبة قبل أن يضيف “وجود كيكل وقوات درع السودان ضمن القوات المساندة للجيش اضاف قوة لايستهان بها لان قواته تعرف كيف تتعامل مع طرق قتال المليشيا وتتقن الحركة السريعة والالتفافات واستفادت من وجودها مع قوات الجيش التي تملك لوجستيات ساعدت قوات درع السودان وكل القوات المقاتلة على تحقيق الانتصارات في الجزيرة والخرطوم والان في كردفان”، ووصف اللواء ياسر كيكل بانه شخص قدامي يقود قواته بنفسه، وتابع “لا يبدو لكثيرين أن الرجل ممن يهتم بالتفاصيل لكنه يهتم بها ويعرف كيف يفرض الانضباط وكيف يسمح لقواته بالانتشار”، وقال “كيكل يدرك انه في وقت ما سيكون مطالبا بتقديم تفسيرات وربما الوقوف في المحاكم بسبب الاتهامات المنسوبة اليه من بعض الجهات وبعض المواطنين ايام قيادته للمليشيا في الجزيرة هو يدرك ذلك لكنه يواصل العمليات العسكرية ضد المليشيا ويبدو مصراً علي دحرها وتحقيق النصر عليها”، واضاف “الرجل عقد تحالفات خلال الفترة الماضية مع قوات معروفة بشمال السودان واعلن عن ذلك ولديه معسكرات تضم مجندين ويعمل على استقطاب الجنود وضمهم إلى الدرع للقتال في كردفان ويبدو أنه يحظى بدعم كبير من قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان”، وكان الظهور الاول عسكريا للرجل قد تم في العام 2022 عندما نظم عرضا عسكريا في شرق النيل قوامه 35 الف عسكري قبل ان ينضم إلى حميدتي وقواته في العام التالي ومع فقدان الرجل لاعداد غير معلومة من القادة والعسكريين الا ان قواته موجودة في مناطق متقدمة في كردفان وتقاتل بشراسة في حين يتحرك الرجل في كل المناطق بحرية تامة بين مواقع قواته المتقدمة في كردفان ومؤخرتها في ام درمان والجزيرة الا أنه يحيط حركته بغموض كبير حيث يظهر فجأة ويختفي ومن الصعب تقفي اثره أو معرفة اتجاهاته… يقول أحدهم “لو نجحت في تقفي اثره أعلم أنك وقعت في الكمين وكمينه من الصعب الخروج منه سالماً”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى