رأي

(من على القرب).. وجع بلغة الأمل

الزبير نايل

تستقبل المكتبات في مقبل الأيام عملا أدبيا مميزًا يحمل بين دفتيه أوجاع الناس وهمومهم بعنوان “من على القرب ”

وهو باكورة إنتاج الكاتب عبد العزيز عبد الوهاب والذي صدر عن دار المصورات للطباعة والنشر.

في هذا السِفر ؛ لم يكتف الكاتب برصد المأساة ، بل غاص في أعماقها ليلتقط من تحت ركامها خيوط الأمل ويستدعي أصوات الذين فرقتهم دروب النزوح واللجوء ومتاعب الحياة ، ليجعل من حكاياتهم مرآة تعكس مسار الحياة المتعرج..

نصوص الكتاب وفصوله الثمانية نُسجت بلغة ندية حاولت هدهدة النفوس التي أرهقتها الأيام واستدعاء الضوء من بين ثقوب الظلام لصياغة الأوجاع في سياق إنساني يفيض تأملا .

من بين سطور “من على القرب” الذي يقع في 300 صفحة ، يفتح لك الكاتب نوافذ على عمق المعاني التي تنقل معاناة الناس ، كما يضعك في مواجهة مع الذات للتذكير بأن تحت الرماد هناك دوما جمرة أمل تنتظر من ينفخ فيها،كما يعتبر الكتاب شهادة وجدان ومرافعة إنسانية تعيد للكتابة وظيفتها الأهم بأن تكون بلسما للروح ..

يذكر أن عبد العزيز عبد الوهاب محمد قلم صحفي مخضرم وأحد الأسماء التي رسخت حضورها في المشهد الإعلامي السوداني والعربي بجهد متصل ورؤية عميقة.

تنقل خلال مسيرته بين أبرز الصحف والمجلات في السودان وخارجه، فكان محررا ومسؤولا عن الملف الثقافي بمجلة بلادي و صحيفة السودان اللندنية والشاهد الدولي اللندنية ثم مديرا لتحرير صحيفة ظلال ورئيسا لتحرير صحف حلفاية الملوك وبحري و مديرا لتحرير إيلاف الاقتصادية، كما عمل في مؤسسات إعلامية عربية مرموقة منها مجلة اليمامة بالرياض، ومؤسسة روناء للإعلام المتخصص كما عمل بإدارة الإعلام بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض .

تميز بأسلوبه الرصين وعمق معالجاته وبحسه الإنساني الذي جعل من الكلمة مرآة للناس وهمومهم.

عرفه القراء من خلال زاويته الشهيرة “هذي رؤاي” التي شكلت مساحة للتأمل والنقد الهادئ وكرّسته كأحد أبرز الأقلام التي جمعت بين الصدق المهني وجمال التعبير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى