تقارير

تعقيدات الوضع السوداني بين المصالح الأمريكية والزاعجة المصرية

تقرير – أمير عبدالماجد

بين التسريبات التي تصدق وتكذب هنا وهناك وغبار المعارك المحتدمة الان في كردفان.. بين الاجتماعات الباردة التي تعقد هنا وهناك وسخونة أجواء الشارع العام، يبدو الواقع السوداني معقدا ويزداد تعقيداً مع الوقت .. كيف ستنتهي الحرب أو كيف ستتوقف مع كل هذا الضجيج والمعارك التي لا تتوقف في الفاشر وكردفان ..كل المحاولات لايقاف العمليات القتالية والبدء في تنفيذ عمليات غوث انساني لتوزيع مساعدات انسانية يحتاجها المواطن في كل المناطق التي دخلتها مليشيا الدعم السريع او تحاصرها الان …كل المحاولات باءت بالفشل من مفاوضات جدة بعد أسابيع من اندلاع حرب أبريل 2023 إلى مفاوضات جنيف في أغسطس 2024.

ورغم وجود دول ذات ثقل عالمي واقليمي في المعادلات القائمة الا أن الحل لازال بعيداً في ظل اشتداد المعارك وتمددها.
ويقول د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية إن توافق القوى الدولية والاقليمية على صيغة لحل المشكلة في السودان لازال بعيداً اذ لازالت هذه القوى تنظر إلى المشكلة السودانية من خلال مصالحها ولازالت تطرح حلولا تناسب مصالحها لكنها لاتناسب لامصالح الشعب السوداني ولا رؤاه للحل ولاتناسب حتى الشركاء في اللجنة الرباعية مثلاً، وأضاف “الرؤية الأمريكية الجديدة لحل الصراع في السودان تنطلق من مسارين رئيسيين ولم تتطور لتوائم الواقع على الأرض إذ تقوم على الوقف الفوري للأعمال القتالية ومحاولة الجمع بين قادة الأطراف المتحاربة على طاولة الحوار وهي قد تبدو واقعية من الناحية النظرية لكنها تواجه تحديات كبيرة على الأرض في ظل الرفض الشعبي للتفاوض مع الدعم السريع واستمرار الاشتباكات المسلحة وعدم وجود توافق حول تمثيل الأطراف السودانية في أي مفاوضات قادمة”، وتابع “حتى داخل اللجنة الرباعية هناك خلاف بين الدول بين من يصر على اشراك ممثلين للجيش ومن يرفض وهو أمر يعيق انطلاق حوار جاد وفاعل تحت مظلتها ويضعف دورها وقدرتها على التأثير في ظل التشكيك الشعبي فيها بسبب وجود الامارات ضمن اللجنة”.
ويعتقد اللواء (م) صلاح الدين خالد أن التسريبات الأخيرة بخصوص التفاوض بين الجيش والمليشيا مجرد بالونات اختبار من قوى تعمل على تفتيت جبهة المقاومة التي تنشط الان في حربها ضد المليشيا التي أحرقت البلاد، وأضاف “من الصعب الان على أي قوة اقليمية أو دولية فرض حلول جاهزة على الشعب السوداني بعد ما عاناه وما عاشه على يد المليشيا”، وتابع “الشعب لن يقبل عودة المليشيا مرة أخرى للمشهد لذا على من يفاوض باسمه أن يضع ذلك في الحسبان.. نحن مع ايقاف الحرب وفتح مسارات لوصول المساعدات الانسانية لكننا ضد عودة المليشيا ومؤيديها مرة أخرى للحكم هذا ليس مقبولاً ومن يقبل بهكذا تسويات سيواجه غضب الشعب”، وأضاف “لا يمكن تجاهل الشعب في اي معادلة أو مفاوضات قد تنشأ هنا وهناك ويجب الا نتغافل أيضا عن تطورات المعارك على الأرض إذ يوسع الجيش والقوات المساندة له الان رقعة تحركهم في كردفان ودارفور وهذه تقدمات اثرها مباشر على أي مفاوضات قادمة، وتابع “المسالة ليست رهينة لتصورات القوى الدولية والاقليمية فقط هناك الشعب الذي دفع ثمن هذه الحرب وتطورات المعارك التي تدور الان كلها أمور مؤثرة”.

ويري الخبير الامني والاستراتيجي مدني الحارث أن معادلات الحل في السودان تبدو معقدة فالبعض يرى أن الأمور ستحسم عسكرياً والجيش يتقدم فعليا على الأرض فيما يري أخرون أن الجيش حتى بعد تحقيق الانتصار بحاجة إلى تفاهمات مع القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة للوصول إلى صيغة معقولة لاكمال الفترة الانتقالية وتكوين الأجهزة العدلية التي ستشرف علي الانتخابات، وقال “الجيش يتقدم ويفرض رؤيته الان على الأرض وهي معادلة واضحة إذ أن الانتصارات التي تتحقق الان على الأرض يجب أن تتحول الى انتصارات سياسية ودبلوماسية واعتقد أن القيادة في السودان ترتب أمورها حاليا للمرحلة القادمة وهي ماضية في القضاء على المليشيا وأعوانها وفي تحرير أراضي السودان وفي التأسيس لعلاقات اقليمية ودولية تخدم القضايا السودانية الملحة الان وفي مقدمتها اعادة الاعمار وبناء الدولة وهو أمر يحتاج إلى توافق سياسي ومجتمعي واسع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى