رأي

للنصر وجوه كثيرة

د. إيناس محمد أحمد

يتفق الجميع أن من حق كل دولة أن تدافع عن نفسها وعن مصالحها وعن شعبها وإقليمها ضد أي عدوان أو (تمرد) وهذا (حق) ليس منحة أو امتياز أو مكافأة ، و هذا المبدأ من أساسيات القانون الدولي الذي ترتب عليه العديد من المبادئ، منها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، ومبدأ احترام سيادة الدولة.
بالتالي أصبح مـَن لا يحترم سيادة الدولة ويخرج عن القانون يُعد (متمردا) خارج عن القانون والشرعية وبالتالي لابد من ردعه حفاظاً على وحدة الدولة وأمنها واستقرارها ومنع الفوضى ، لذلك نظم القانون الدولي التدابير تجاة النزاعات المسلحة الدولية وجعلها مختلفة عن التدابير في حالة النزاعات المسلحة غير الدولية.
كما يسعي المجتمع الدولي دائما إلى الحفاظ علي السلام و الأمن الدوليين للحفاظ علي أرواح البشر والحد من انتشار الفوضى ، لكن في وضع السودان كان هناك (برود) في تناول قضيته من قبل المجتمع الدولي ومنظماته عالمية وإقليمية وكأن ما يحدث في السودان لن يؤثر علي محيطه وجواره.
مخطئ من يتوقع ألا تنتشر الفوضى في المنطقة من حولنا نتيجة الحرب في السودان ، (فمن يمسك عود النار لابد وأن يحترق به) هكذا يقول المثل وهذا ما يتوقع أن يحدث في منطقة هشة أمنياً وضعيفة سياسياً لا تقوي على صد (ارتدادات) ما بعد الحرب في السودان.
تحقيق السلام في السودان لن يكون إلا بدحر المليشيا الإرهابية والقضاء عليها نهائياً، هي ومَن يواليها ، و تقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة.
العالم من حولنا يدرك قسوة الحرب وما تخلفه من موت ودمار ويعرف معاناة الشعب السوداني كله ، ووسائل الإعلام عالمية ووطنية لم تقصر في نشر ما يحدث من انتهاكات إنسانية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخرق للقانون الدولي وعدم الاحترام لقرارات مجلس الأمن بشأن رفع الحصار عن الفاشر ، لكنه يصمت عن حصارها سته عشر شهراً – ولا يزال الحصار حتي الآن.
أمام الولايات المتحدة الأمريكية والامم المتحدة ومنظماتها الكثير من التدابير والإجراءات التي يمكن أن تتخذ ضد المليشيا الإرهابية وضد دويلة الشر (ذراع الصهيونية) في أفريقيا ، لكنها تماطل و تتستر خلف (الرباعية) وتكتفي بالتنديد والشجب في بيانات باهتة و باردة ، وهي تدرك تماما أنه لوقف الحرب لابد أن يتم التعامل مع المليشيا ك (منظمة إرهابية متطرفة عنصرية) وأن تكون هناك إدانة دولية صريحة لأفعالها ومحاسبة قانونية لقادتها ومَن يمولهم ويدعمهم بالمال والمرتزقة والسلاح لتستمر الحرب ضد الشعب السوداني.
وسط كل هذا التراخي الدولي تجاة السودان وتجاهل معاناة أهلنا في الفاشر ، وبعد قرابة الستة أشهر من توقف الإمداد عنها ، تكسر القوات المسلحة الحصار علي الفاشر ، ويتم إسقاط جوي ناجح لمساعدات غذائية وعتاد عسكري ، بعملية إسقاط جوي سودانية خااالصة ، تعد انجازا عسكريا واستخباريا وانتصارا كبيرا ، ابتهجت به الفرقة السادسة مشاة والقوة المشتركة بالفاشر واستبشر مواطنو المدينة المحاصرة بهذا النصر النبيل ، الذي برهن للعالم أجمع أن القوات المسلحة السودانية قادرة علي كسر الحصار في أي لحظة ، دون الحاجة لأي أحد او أي جهة داخلية أو خارجية ، وسط ذهول ورعب وإحباط المليشيا المتمردة.
الفرقة السادسة والقوة المشتركة والقوات المساندة في دارفور حطمت القوة الصلبة للمليشيا هناك واستنزفت طاقتها،
وتنفيذ عملية إسقاط جوي للقوات المسلحة علي الفاشر يعني أن القوات المسلحة تجاوزت تقنية التشويش التي تفرضها المليشيا مما يعد تطورا في مجريات الحرب ميدانيا واختراقا للعزلة التي تفرضها المليشيا المجرمة علي الفاشر .
هذة العملية الجريئة والدقيقة للقوات المسلحة توضح أن للنصر وجوة كثيرة وأن النصر قريب بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى