عندما تسقط أمريكا

راشد عبد الرحيم
عندما أرادت الولايات المتحدة أن توصل الإغاثة إلي مناطق التمرد في جنوب السودان فرضت على حكومة الصادق المهدي حينها مشروع شريان الحياة .
إستخدمت أمريكا المنظمات الدولية لتنفيذه فسخرت برنامج الغذاء العالمي لنقل المواد.
تم القبض حينها علي طائرة تتبع للبرنامج عندما هبطت خطأ فى مناطق أعداء حركة قرنق.
بالطبع لم تكن في الطائرة مواد إغاثة بل جنود و سلاح للتمرد و كان يقود الطائرة طيار أمريكي و يساعده كيني.
اليوم أمريكا ليست راغبة في نقل إغاثة و إنقاذ أهل الفاشر، لهذا فهي تتباطأ و تتحايل باسم الرباعية.
لا يتصور عاقل أن الولايات المتحدة لا يمكنها نقل إغاثة للمدينة المحاصرة لحوالي العام، فلو تحركت طائرة أمريكية لتوصل غوثاً للمدينة لما تجرأت عليها مليشيا التمرد . و أقله قد تخاف المليشيا من تغيير أمريكي تم فيه تسمية وزارتها للدفاع بوزارة الحرب، و لكن الكل يعلم أن ذلك من المسرحيات التي باتت تتحفنا بها في الولاية الثانية لرئيسها غريب الأطوار ترامب .
أمريكا تريد أن تغير صورتها التي قبحها موقفها من أهل المدينة ، و هي تريد لساناً دولياً تتحدث به في المحافل و يزين خطابات رئيسها بأكاذيب حول حمايتها لحق الناس في الحياة و في تحقيق السلام في العالم.
الجيش السوداني يوفر الإغاثة و العون و يهزم خطاب الدولة العظمى و يبين مواقفها التي تسهم بها في قتل الشعوب.
قواتنا احتضنت المجتمع السوداني كله في موقف واحد منسجم لم تتذرع بالحرب لتنزع حقوق الناس المدنية و الإنسانية فلم تشرع المحاكمات السياسية و لم تمنع التعبير السلمي و لم توقف حراك المجتمع، و لو كانت أمريكا صادقة لكان ذلك كافياً لها لتشد و تقوي من موقف السودان.
من يقتل بلا محاكمة و ينزع بلا قانون و يغتصب هم المليشيا التي تتمتع بحماية أمريكا المباشرة و غير المباشرة .
كل الإنتهاكات التي حدثت و تحدث في السودان حاليا لا يمكن أن تقع و بالمقدار الذي وقعت به إلا برضى من الحامي السامي لمنتهكي حقوق الإنسان السوداني .
أمريكا هدفها أن تعزل و تمنع الإسلاميين من حكم السودان و هي تفعل ذلك من منطلق موقفها المتجني تجاه السودان فهي لم تبين ما تزعمه من عمل إرهابي قام به الإسلاميون في السودان .
الولايات المتحدة لم تعد بالدولة القادرة علي فرض الخيارات على الشعوب لأن ما تطرحه لا يقوم علي القيم و الحقوق المتفق عليها، و لأنها لم تعد القوة القادرة علي فرض خياراتها في السودان .
إنها الدولة الأولي و الأكبر في العالم و عجزها يعني عجز المجتمع الدولي ، و كما نجحنا في إنزال الإغاثة لأهلنا في الفاشر فسننجح في كل ما نريد سواء وافق من يوالي التمرد في الخارج أو يعارضه .
و إذا كان السودان قد تمكن من طرد التمرد من العاصمة و الوسط و الشمال فإنه قادر على طرده من كردفان و دارفور .
السودان قادر علي أن يقيم العدالة و الأمن و التنمية بذات المقدار الذي تمكن به من هزيمة تمرد تدعمه دول غنية و أخري كبري في مساحاتها و صيتها و فقيرة في قيمها مثل الولايات المتحدة .



