تقارير

تحذير من مذبحة بحق المدنيين.. مقتل مسؤول محلي بالفاشر بمسيّرة للدعم السريع

أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور مقتل أمينها العام محمداي عبد الله آدم خاطر وزوجته، إثر استهداف مسيّرة لـ”قوات الدعم السريع” منزله في حي الدرجة بمدينة الفاشر.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي في أم درمان عمار المغربي بأنّ “قوات الدعم السريع” تُواصل استهداف محور الشمال الغربي لمدينة الفاشر، بالمسيّرات الاستراتيجية.

وأضاف مراسلنا أنّ الاستهداف يأتي بعد قصف مسجد في مخيم أبو شوك أثناء صلاة الفجر، ما أدى إلى مقتل أكثر من 75 مصليًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة أثناء أداء صلاة الفجر.

وأشار إلى أنّ “قوات الدعم السريع” ركّزت هجماتها خلال الأيام الثلاث الماضية، على المحور الشمال الغربي الذي تتمركز فيه القوات المشتركة للحركات المسلحة المساندة للجيش السوداني.

ويضيق الخناق على سكان مدينة الفاشر في شمال دارفور بالسودان، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار الذي تفرضه “قوات الدعم السريع” على المدينة منذ مايو/ أيار 2024.

واستهدفت طائرات تابعة لقوات الدعم مواقع في المحور الشمالي الغربي، تزامنًا مع أصوات انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان من عدة مواقع.

أمام هذا الوضع المأساوي، أُطلقت دعوات لتنظيم حملات شعبية لفكّ الحصار عن الفاشر باعتباره أولوية وطنية، بينما تعهّد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي في السودان كامل إدريس بالعمل على فكّ الحصار عن المدينة، داعيًا السودانيين إلى الالتفاف حول المبادرة القومية لفكّ الحصار.

وكشف إدريس أنّ هذه القضية ستكون حاضرة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تحذيرات من التقسيم

وفي هذا الإطار، أفاد تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية بتعرّض آلاف المدنيين السودانيين لخطر الموت قصفًا أو مرضًا أو جوعًا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ السودانيين المُحاصرين داخل مدينة الفاشر يُعانون أوضاعًا إنسانية صعبة، فبعدما كانت الفاشر تضمّ 36 عيادة ومستشفى، لم يتبق منها سوى عيادة واحدة تعمل بشكل جزئي.

في حين، استُهدفت محطة مياه المدينة مرارًا، ما أدى إلى تفشّي وباء الكوليرا.

ونقلت الصحيفة تحذيرات منظمات حقوقية من أنّ سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع سيؤدي إلى أكبر مذبحة في حقّ المدنيين، مضيفة أنّ الاستيلاء على المدينة سيُقسّم البلاد ويمنح قوات الدعم السريع وصولًا حرًا إلى أسواق السلاح ومصافي النفط في ليبيا.

أوضاع إنسانية صعبة

بدورها، وثّقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل 3384 مدنيًا منهم 990 فردا، خارج نطاق الأعمال العدائية، إضافة إلى أكثر من 200 حالة عنف جنسي خلال النصف الأول من هذا العام.

وأشارت المفوضية إلى أنّ إقليم دارفور كان من المناطق الأكثر تضررًا، متّهمة قوات الدعم السريع بالاستيلاء على مخيم زمزم للنازحين وتحويله إلى مقر عسكري لتكثيف هجماتها على الفاشر.

بينما نقلت عن تقارير أممية تنفيذ الدعم السريع تجنيدًا قسريًا للأطفال من المجتمعات المحلية في دارفور.

وفي ظل شبه استحالة إيصال المساعدات، تسوء الأوضاع الإنسانية حتى لجأ بعض الأهالي إلى تناول أعلاف الحيوانات، وسط تفشّي وباء الكوليرا مع موجات نزوح كبيرة، حتى بات السودانيون يُواجهون الموت في كل اتجاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى