واشنطن تفرض عقوبات على قيادي سوداني وميليشيا إسلامية مرتبطة بإيران
في تصعيد جديد لمسار الضغوط الأمريكية على الأطراف المعرقلة للسلام في السودان، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على القيادي السوداني جبريل إبراهيم محمد فديّل وكتيبة البراء بن مالك، متهمة إياهما بلعب أدوار محورية في الحرب الدائرة والتنسيق مع إيران عبر الحرس الثوري.
وجاءت العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، الخاص باستهداف الأفراد والكيانات التي تزعزع استقرار السودان وتقوّض عملية الانتقال الديمقراطي. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أصدره نائب المتحدث الرسمي توماس “تومي” بيغوت أن الخطوة تهدف إلى “تحجيم النفوذ الإسلامي في السودان، وقطع الطريق على النشاطات الإيرانية التي أسهمت في إشعال الصراعات الإقليمية ومعاناة المدنيين”.
وأشار البيان إلى أن التيار الإسلامي السوداني ظل لعقود قوة مدمّرة داخل البلاد، خصوصًا خلال عهد الرئيس المخلوع عمر البشير الذي حكم ثلاثة عقود. وأوضح أن عناصر إسلامية متشددة ساهمت في إفشال مسار الحكومة المدنية الانتقالية وعطّلت تنفيذ الاتفاق الإطاري السياسي، وهو ما ساهم في اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
واتهمت واشنطن الكتيبة الإسلامية المعاقَبة بتلقي دعم تقني من الحرس الثوري الإيراني، المصنّف كمنظمة إرهابية أجنبية، مؤكدة أن مثل هذه الروابط تضيف بعدًا إقليميًا خطيرًا إلى النزاع السوداني. واعتبرت أن العقوبات الجديدة “تحمّل المعرقلين مسؤولية الدمار والفوضى”، وتبعث برسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تسمح بعودة الإسلاميين إلى الحكم في الخرطوم.
البيان شدد على أن واشنطن ملتزمة بالعمل مع شركائها الإقليميين، وخاصة في الخليج وأفريقيا، من أجل منع تحول السودان إلى “بيئة حاضنة للمتطرفين الذين يهددون الأمريكيين والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة”.
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات فقط من صدور بيان رباعي مشترك بين واشنطن والقاهرة والرياض وأبوظبي دعا إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تعقبها عملية انتقال سياسي شاملة خلال تسعة أشهر. وبذلك، تسعى واشنطن إلى الجمع بين مسارين متوازيين: تشجيع الحلول السلمية عبر الوساطات الدبلوماسية، ومعاقبة الأطراف المعرقلة التي تستعين بدعم خارجي لإطالة أمد الحرب.
ويرى محللون أن العقوبات قد تزيد من عزلة التيارات الإسلامية في السودان، لكنها في الوقت نفسه تضع تحديًا أمام إيران التي تحاول استثمار الأزمة السودانية لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي. كما قد تثير هذه الخطوة ردود فعل من قوى إقليمية أخرى تخشى تمدد النفوذ الإيراني عبر قنوات غير رسمية.
وتبقى فعالية العقوبات مرهونة بمدى التزام الشركاء الإقليميين بتطبيقها، في ظل استمرار تعقيدات الحرب وتعدد اللاعبين المحليين والدوليين على الساحة السودانية


