رأي

التفاوض المباشر مع الإدارة الأمريكية هو الحل الناجع لحروب السودان

أبوبكر الشريف التجاني الشريف

لماذا لم يطعن أهل السودان منذ سبعين عاما الفيل في قلبه وكبده ؟ هل طعن الفيل في ظله يعني دوامة الحروب والصراعات والمعاناة للشعب المسكين الطيب ؟ ( محمد أحمد الغلبان ) ، الذي دفع ثمن وفاتورة هذه الحروب في السودان على حسابه وامنه وحياته وعرضه وماله ولا زال يدفع من دم حياته تكلفة هذه الحروب والمعاناة. الفيل الذي اقصده هو أمريكا بشحهما ولحمها. وظل الفيل هم عملاؤها وحلفاؤها في المنطقة. من المعلوم والمتعارف عليه أن السياسة الأمريكية لاتعرف الأصدقاء الدائمين ولاتعرف الأعداء الدائمين. بل تقوم العلاقة الأمريكية على المصالح والمتطلبات والمقتضيات والمتغيرات. المتطلبات التي قد تأتي بك زعيما ورئيسا على رؤوس الأعداء والمناويين لسياستها ومصالحها ، أما المقتضيات في السياسة الأمريكية قد تصل درجة التصفية والتخلص منك ولو كنت وليا حميما لها ، هي أمريكا اغرب شعوب العالم في التفكير والدهاء وليس الولاء، اشبه بقصص المجانين في الدراما ، هي سياسة المتغيرات في السياسة الخارجية الأمريكية لاتعرف المباديء والولاء اذا اقتضت الضرورة .لذلك وضعت سياسة ( الجذرة والعصا ) لمن تناسبهم من شعوب ودول وحكام العالم الثالث. إذا أرادت الإدارة الأمريكية دولة من دول العالم الثالث لتركيعها وترويضها ورأت فيها الكبرياء والتمرد على سياستها افتعلت فيها الصراعات ثم تحرك خيوطها عبر الوكلاء والعملاء والحلفاء ، وعند نهاية الصراع تتفاوض مع الأطراف القوية ومراكز القوة ، ليس مع الضعفاء المنهزمين. احيانا تضع المعوقات والعقوبات واحيانا ترفعها عند الحاجة؛ ولكنها لاتقدم دعما ماديا من عندها. أحيانا تستخدم حلفاءها ووكلاءها كأدوات ثم تتخلى عنهم بمجرد انتهاء دورهم. اليوم يواجه السودان تحديات كبيرة في سياسته الخارجية ، خاصة في ظل تعقيدات المشهد العالمي وتداخل المصالح في منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الساحل والصحراء. السياسة الدولية الآن أشبه بلعبة السيرك التي تتطلب مهارات عالية في التوازن والحذر. فالسودان بحاجة إلى وحدة وطنية شاملة تجمع القوى السياسية حول رؤية واضحة مشتركة، أيضا في حاجة إلى خبراء سياسيين ودبلماسيين محترفين ومركز دراسات متمكن ومحترف لإدارة الملفات الحساسة يكون واجهة وحاضنة وطنية للقائد العام البرهان. أرى انه الشخصية الأنسب إلى قيادة هذه المرحلة والخروج بالسودان إلى سياسة خارجية متوازنة تقوم على المصالح المشتركة مع القوى الكبرى مثل روسيا وأمريكا. أيضا السودان في حاجة إلى حلفاء مؤثرين في المنطقة يخترق بهم الإدارة الأمريكية لبناء مصالح مشتركة قائمة على المصلحة ليس التبعية العمياء ، وايضا السودان في حاجة إلى إعلام وطني مستنير وايجابي ليس إعلام متخبط يمارس خطاب المضلل و الشائعات يأخذ معلوماته واخباره بسياسة رزق اليوم. المثالية في الإعلام الوطني أن تقول خيرا او لتصمت. نصيحتي لله إذا أراد السودان ان يستعيد مكانته ، فعلى القوى السياسية أن تتوحد حول رأية جيشها وانتضع رؤية وطنية موحدة تضمن بها وحدة السودان وامنه وسلامه، وأن يضعوا مصلحة السودان هي العليا .وان يعلموا جميعا ان السودان ليس معزولا عن العالم ومحيطه الإقليمي وان يتفاوض السودان مع اي كان مادام هذا التفاوض يحفظ وحدته وامنه وكرامته ومصالحه واستقراره وسلامة شعبه وتوازنه في المنطقة.انما السياسة هي فن الممكن. هل يسأل كل سوداني نفسه لماذا يعيش السودان سبعين عاما من الحروب والصراعات؟ *الختام* أخطاء الماضي عبرة للمستقبل بحسم الفوضى السياسية بقفل الباب امام العملاء والنشطاء السياسيين الذين يستعينون بالاجنبي في السياسية الداخلية للبلاد . نسأل الله تعالى أن يتوافق ويتصالح الشعب السوداني على كلمة سواء من اجل وحدة وامن وسلامة السودان. الله المستعان والسلام على من اتبع الهدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى