الأحداث – ماجدة حسن
عمل الموسيقي عازف البيانو سعد الدين الطيب على تأسيس استديو (تريو آرت) في إمارة عجمان التي استقر فيها بعد الحرب، ويعكف سعد الدين حالياً من خلال الاستديو على تنفيذ عدة مشاريع للارتقاء بفن الموسيقى، وتحسين طرق تدريسها بالوسائل الحديثة، والتركيز على دورها وأهميتها في بناء المجتمعات.
وهو يعمل كذلك على وضع منهج لبعض “النوتات” السودانية، والألحان العالمية الشهيرة، بتكنيك مختلف للبيانو. كما يسعى مع زملائه الأكاديميين المهتمين إلى وضع قواعد للقوالب الموسيقية السودانية حتى يسهل تطوير منهج شامل للثيمات الأساسية للثراث السوداني من الناحية العلمية. ويهدف بذلك إلى المساهمة المؤملة بقدر المستطاع من خلال فن الموسيقى في تنمية القدرات البشرية، وتحفيز الإبداع بكل أشكاله.
وكتب صلاح شعيب عن موسيقيين يعرفهم عن سعد الدين الطيب أنه يمكن القول إن كثيراً من الألحان السودانية بجانب فكرة ملحنها الأول شهدت تعديلات نهض بها العازفون لغاية عدم تكرار النغمات في الأغنية، أو المقطوعة الموسيقية.
ويري أن سعد الدين الطيب من الجيل الوسيط من الموسيقيين الذين قدموا مساهمات قيمة في هذا الصدد. إذ ظل منذ أكثر من أربعة عقود من الزمان يشارك في تحلية الأعمال الموسيقية بأنامله الرشيقة التي تبدع في الأورغ مع كبار الفنانين، والفرق الموسيقية مثل السمندل، وعقد الجلاد.
قام سعد الدين بتأليف وتوزيع بعض الألحان والإشراف على مهرجانات، والمشاركة مع أوركسترا برنامج أغاني وأغاني، وهذه تعد من أكثر المساهمات التي كان يمثل فيها سعد الدين رأس الرمح في العرض الموسيقي بجانب زملائه العازفين المقتدرين.
ويقول شعيب: “وسعد منذ عرفته في مستهل النصف الثاني من الثمانينات يفضل تقديم مجهوداته في صمت، ولا يحبذ الأضواء. وظل بصبره وحبه الكبير للعمل الموسيقي والتدريس في المجال مثابراً على تقديم الجيد من الإنتاج الفني، وتقدير واحترام أذن المستمعين. ولم يكن سعد عازفاً وموزعاً موسيقياً وملحناً مجيداً فحسب، وإنما أيضاً صار يمثل معينا للجيل الجديد من الموسيقيين المنفذين والدارسين. وتسبقه دائماً ابتسامته.
ولد سعد الدين الطيب الماحى يوسف في الحصاحيصا في الرابع عشر من نوفمبر 1957 وهناك تأثر ببيئة الأسرة الفنية حيث كان والده مغنيا في المدينة. وعند مرحلة الثانوية استهوته آلة الأكورديون حتى صار واحداً من أول فرقة موسيقية لصديقه الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد.
لاحقاً التحق بالمعهد العالي للموسيقى، وتخرج عام 1985، حيث حصل على البكلاريوس متخصصاً في آلة الأورغ والبيانو. فضلا عن هذا فقد ملك تخصصات إضافية تعلقت بقيادة الأوركسترا والتأليف، والتوزيع، وتدريس علوم الموسيقى بأنواعها كافة.
نال سعد عضوية اتحاد المهن الموسيقية واتحاد الفنانين منذ العام 1981، واجتهد كثيراً في تطوير وتحسين الأداء بالمعالجات، وضبط أداء الأوركسترا بالإشراف والتنظيم والتوزيع لمئات الأعمال لعمالقة الفن السوداني من أغنيات، ومؤلفات موسيقية في مختلف المهرجانات، والتظاهرات الفنية والموسيقية كذلك عمل سعد الدين في مجال الدراما فقام بوضع تأليف الموسيقى التصويرية لعدة مسلسلات وأفلام تلفزيونية، وساهم كذلك بتنفيذ كثير منها بصورة حية على المسرح. وشارك كذلك بالتوزيع الموسيقي لعدة مهرجانات عالمية،
من خلال مسيرته الفنية قام سعد الدين بصياغة وتوزيع العديد من الأغنيات السودانية فاقت المئات من أغنيات، وألبومات، وقطع موسيقية لعمالقة الفن السودانى توزيعاً، وإشرافاً. ويعمل حالياً على وضع أسس جديدة لتأليف وصياغة موسيقى بأسلوب مستحدث، وتأليف قطع صغيرة سودانية للبيانو، والأورغ للقراءة الموسيقية، ومنهج التدريب لها، ولديه أيضاً مقطوعات موسيقية خاصة قام بتألفيها وقد وجدت الإشادة ولكنه لم يجد الوقت الكافي من قبل للتفرغ لاخراجها بشكل متكامل. وبخلاف ذلك فإنه سوف يقدم أعمالاً من موسيقى الراحل برعي محمد دفع الله الذي يراه قد أنجز الكثير المقدر في هذا المجال.