تقارير

بسبب الكهرباء.. مهن ماتت وأخرى عادت للحياة بالخرطوم

أم درمان – أمير عبدالماجد
عندما دلفت إلى مركز صحي الثورة الحارة الثانية صباح الاثنين كان واضحاً أن غياب الكهرباء القى بظلال ثقيلة على المكان المكتظ بالمرضى.. اتجهت مباشرة للمعمل حيث يبدو أثر غياب الكهرباء فعالا.. المعمل يعمل فقط على الملاريا.. أي فحص آخر لايمكن إجراءه في ظل انعدام الكهرباء التي تغيب هنا لايام وتحضر لساعات محدودة قبل أن تنسحب من حياة الناس … الأطباء يجففون العينات يدوياً … أعداد المرضى كبير لموقع المركز الرابط بين الثورات وأم درمان القديمة … المولد معطل ولا احد يهتم به .. ليس فقط لان كلفة اصلاحه باهظة بل لان كلفة تشغيله غير متاحة بالنظر إلى عدم توفر المال لشراء الوقود مرتفع السعر.

أوضاع صعبة وخسائر :
منذ اعتداء المليشيا على محولات محطة المرخيات غابت الكهرباء فوجد أصحاب مهن كثيرة أنفسهم عطالى، بعض هذه المهن واضحة وبعضها يغلفه الصمت مثل النساء اللائي يعملن في صناعة الزبادي المنزلي والـ (مش) والفطائر وحتى الفسيخ وغيره، هذه المنتجات المنزلية ظلت توفر مالا يقي اسر كثيرة شر الجوع والفاقة توقفت الان إذ لايستطيع صاحب المحل شراء منتجات يعرف أنها ستفسد بسبب عدم وجود الكهرباء.. تقول أم وضاح وهي ممن اشتهرن بصناعة منتجات الألبان (توقفنا واصبح وضعنا صعب جداً لان الأمر بات مربكاً وينطوي على خسائر مادية لا نحتملها )، وأضافت (حاولت التحايل على الاوضاع لكن الأجواء ساخنة جدا بالاضافة الى أن الزبون لا يشتري الا ما يستهلكه الان بسبب عدم قدرته علي التخزين)، وتابعت (لا هو لا أنا نستطيع تخزين أي منتج في النهاية سيفسد).

أجواء ساخنة :
ويواجه باعة الخضروات واللحوم ايضا اشكالات في التعامل مع الاوضاع، ويقول علي الزين وهو تاجر خضروات (أصبحت لا أميل لشراء بعض الخضروات لانها لاتحتمل البقاء وسعرها كبير .. ستفسد بسبب انقطاع التيار والأجواء الساخنة لذا قلصت العمل في حدود الخضروات التي يمكنها البقاء طازجة ليومين)، وأضاف (الزبون يطلب احيانا السلعة لكنه لايجدها بسبب ما نعيشه الان)، وتابع (القرع مثلا مطلوب بسبب حمى الضنك وسعره ارتفع ..هو مطلوب لكنه لعدم وجود تخزين يفسد ونخسر نحن اموالنا).

مهن خارج الخدمة :
وينقطع التيار الكهربائي في ام درمان على سبيل المثل حوالي 48 ساعة ويحضر فقط لفترة لا تتجاوز الاربعة ساعات ماجعل مهنة كالكهربائي والعاملين في اصلاح الاعطاب الكهربائية خارج الخدمة بالاضافة الى عمال المهن المرتبطة بالتيار الكهربائي مثل صيانة خطوط المياه والحدادة والنجارة وغيرها وبالمقابل ازدهرت تجارة شحن الموبايلات وهي تجارة تجد لها رواد الان إذ يستاجر أحدهم مولد كهربائي صغير ويضعه أمام محل تجاري أو منزله ويشحن هواتف الناس بمبلغ يصل إلى الف ونصف للهاتف… كذلك عادت تجارة المواقد البلدية (المناقد) للحياة بالاضافة الى مواقد تستعمل الزيت وغيره كبدائل للغاز الذي وصل سعره إلى (70) الف ومائة الف للاسطوانة الواحدة وكبديل لمواقد الكهرباء التي اعتمد عليها السكان لفترة طويلة.. وازدهرت كذلك محال صيانة المولدات الكهربائية ومحال تركيب وصيانة وحدات الطاقة الشمسية التي ينظر لها البعض كحل موضوعي لازمة الكهرباء التي تطاول امدها وأصبح واضحا أنها لن تحل قريباً رغم التصريحات المتداولة عن قرب انفراج الأزمة لكن واقع الحال على الأرض، يقول إن قطاع الكهرباء يشهد أزمة كبيرة لن يتعافي منها قريبا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وارتباط امدادات المياه بالتيار الكهربائي وتفشي الحميات التي تحتل الخرطوم حاليا …بحيث لا يخلو بيت من مريض بالملاريا او حمى الضنك .. توقفت المهن المرتبطة بالتيار الكهربائي وظهرت مهن جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى