يكادُ المريبُ ْأنْ يقولَ خذوني
![](https://i0.wp.com/alahdaathnews.com/wp-content/uploads/2022/01/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg?fit=1401%2C1200&ssl=1)
د.عبدالعظيم عوض
لم أجد وصفا لما حدث في أديس أبابا يوم الجمعة الماضى سوى أنه مسرحية سخيفة قيل انها مؤتمر إنساني لدعم الشعب السوداني ، الإمارات الشريرة هي التي نظمت لهذه المسرحية بتنسيق مع كبير عملائها عبدالله حمدوك الذي اخذ مكانه في المنصة الرئيسية الي جانب شخبوط آل نهيان وزير الدولة الإماراتي المسؤول عن التشوين وتدفق الدعم العسكري واللوجستي لمليشيا آل دقلو الإرهابية ، وبالطبع الدعم اللوجستي للذين شاركوا في هذه التمثيلية السمجة التي هدفت لمزيدٍ من التضييق علي الشعب السوداني ، تحت عنوان الدعم الإنساني لهذا الشعب المغلوب علي أمره !
إمارات عيال زايد التي تقتل السودانيين وتشردهم من بيوتهم ، هي ذاتها تدعو لهذا المؤتمر المنعقد تحت لافتة إنسانية! ، أي سماجة وصناجة بالله عليكم اكثر من هذا البرود الثلجي الذي تمارسه إمارات عيال زايد ؟ وهي البعيدة بعد السماء من الأرض جغرافيا وتاريخيا وجيوسياسيا عن أفريقيا والسودان حيث تدور رحى هذه الحرب التي أشعلت فتيلها ، لتنطبق عليها القاعدة الشهيرة( يكاد المريب أن يقول خذوني) وتعني في عُرف المحققين الجنائيين ، أن المجرم يظل يلف ويدور حول ضحيته وتبدر منه تصرفات يهدف من ورائها الى نفي صلته بالجريمة ، لكنه في ذات الوقت يُثبت في كل مرة انه ضالع في ارتكابها !..
عليه ، فإن التصرف الإماراتي جاء بغرض تشويه الحقائق علي الأرض وتأكيد استمراره في دعم العدوان علي السودان وشعبه ، وهو عدوان لم يعد سراً وبات معلوما لكل العالم بمافي ذلك الأمم المتحدة ذاتها وهي المعنية بالحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين عبر مجلس الأمن ، لكنه زمن البيع والشراء الذي بات فيه حتالات المجتع الدولي هم من يديرون اتجاهاته ووجهته بتوظيف المال السايب الذي جعل التشادي موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي يأتمر بأمر دولة غير أفريقية وقد تبقت له ساعات ليغادر منصبه بانتهاء أجل المدة ، المنصب الذي سيظل السودان يلعق بنان الندم لوضعه فيه يوما ما ، وتلك قصة معلومة تماما في أضابير الاتحاد الافريقي ، رضخ موسي لرغبة او الحقيقة لضغط الإمارات بعقد المؤتمر شريطة الا يكون في اي من قاعات الاتحاد الافريقي ، فلجأت الإمارات بالتنسيق مع حمدوك لينعقد المؤتمر المؤامرة بقاعة اللجنة الأفريقية الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة ، والتي كان حمدوك نائبا لمديرها التنفيذي قبل أن يتقاعد ويصبح رئيسا لوزراء السودان علي ايام الغفلة والذي استقال منه بعد عرض إماراتي لتولي مركزا بحثيا هو في الحقيقة إحدى واجهات مخابرات عيال زايد .
إن مشاركة غوتيريش الامين العام للأمم المتحدة في هذا المؤتمر المشبوه هو بمثابة ترويج لادعاءات الإمارات كفاعل إنساني وهمي ، وتلك لعمري فضيحة يندي لها الجبين خجلا وعار علي المنظمة الدولية التي كثرت فضائحها وفقدت مصداقبتها ، ولن تجدي المساعي الجارية حاليا لتبييض وجهها بتعديل ميثاقها الذي ظهر للوجود في منتصف القرن الماضي ، اي قبل أن يبني السودانيون الإمارات بحوالي عشرين عاما وتلك قصة فيها من التراجيديا ما لا ينافسها الا حكاية النعمان ابن المنذر مع المهندس المعماري سنمار التي عُرفت فيما بعد بجزاء سنمار.