ثقافة وفنون

الناقد والمدرب هيثم الطيب يعمل على مشروع الحرب ومسرح الأطفال كمعالجة حقيقية (1- 2)

الناقد والمدرب هيثم الطيب: الحرب أفقدت الأطفال الخيال

 

الأحداث – ماجدة حسن

يعمل الناقد والمدرب المعتمد في مجال إدارة التنوع الثقافي والمسرح التفاعلي هيثم الطيب على مشروع (الحرب ومسرح الأطفال كمعالجة حقيقية).
المشروع هو تجربة بالتعاون مع بيت خبرة مسرحي أوروبي عن مسرح الأطفال في الحرب، التجربة منهجها عمل مسرحي كمي ونوعي يقوم به أطفال كانوا داخل مناطق الحرب لمعرفة التعقيدات النفسية والجسدية التي تحدث لهم.

خوف حقيقي
البداية من ناحية مسرح كانت ناجحة جداً، وقال “الأطفال كانوا واقفين في مسرح ويعملوا مسرح من تفاصيلهم اللغة والحركة والتجسيد وكل الأبعاد التمثيلية هذه الفكرة صنعت فينا خوف حقيقي لأن كل الأطفال أولاد وبنات عملوا تجربة ناجحة بالمعيارية المطلوبة لكن كان هناك حكي قاتل جداً لتفاصيل الحرب، العقل الراصد والذاكرة الكاملة كانت متحركة، توزيع الحكي بينهم، تحريك التجربة هنا وهناك، الخوف، اكتشفنا أن خيال الأطفال متوقف، كلهم بحكي عن حاجات عاشها أو سمع بها أو كان جزء منها، فقط الخيال الذاتي كان في خط صفر، غائب وهذه مشكلة في تنشئة الأطفال أن يكون الخيال منهزم في حماياتهم وهذه سن يفترض أن يكون عريض ومتحرك بقوة.

خيال الحكي
هذه الملاحظة قادتهم إلى خلاصات منها أن الحرب والنزاعات المسلحة تقتل خاصية تحفيز خيال الحكي عند الأطفال، وقال “الطفل يكون في محاصرة من كل مافي الحرب، وهذا يعمل سيطرة على حركة الحكي عندهم، ويحولها فقط لطاقة حكي وهنا الطفل يتحول إلى مجرد كاميرا.. وهنا أظن وقعنا في نتيجة صعبة تحيط بأطفالنا وهم فاقدين طاقة حكي من خيال متحرك عندهم، فقدنا أهم صفة عندهم، حكاياتهم من خيالهم، الحرب عملت إزالة كاملة لخاصية الخيال حتى في الحديث عنها وصنعت منهم مجرد كاميرات تحكي عن سمع وشوف فقط.

تحفيز ومعالجات
ويرى هيثم ضرورة المعالجة مع الأطفال وتحفيز خيالهم في العرض المسرحي خاصة وأن الحرب عندها سيطرة كاملة على العقل والقلب والخيال، الأطفال في العرض المسرحي يمارسون حكي عن الحرب، جزء من حياتهم اليومية، وهناك احتمالات كثيرة عندهم، رفض الحرب متحرك عندهم طبعاً، لكن لأن مركزية الخيال ضعيفة يكون الناتج في العرض أيضاً ضعيف في هذه الناحية.
وكجزء من المعالجات أشار هيثم إلى أنه حاول توجيههم للتركيز على ناحية أن هناك من يرغبون في وقف الحرب،
وأضاف “الفكرة الجديدة تشتغل على تحريك حياة الطفل نحو قيمة الإحساس بناس أخرى غيره، الناس دي نحنا عايزين نتكلم عنهم، وهنا مؤكد خيال الطفل سيبحث عن حاجات كتيرة مرتبطة بفكرة الناس دي ونجح المنهج معاهم، وشرحوا رأيهم في العرض المسرحي.. أطفال الحرب عايزين قوة حقيقية حتى تدخل لهم أفكار غير صورة الحرب المسيطرة عليهم.

المسرح والخيال
يؤكد هيثم أن المسرح أداة ناجحة لأن الخيال فيها وصناعته في اتجاه جديد يدخل على الطفل وتفكيره وتحفيز خياله، وزاد “خيال يتحرك برأي خاص جداً بالطفل حول الحرب، بدون قمع وأن تمشي به لفكرة تريدها أنت فقط تناقش كم حاجة كبيرة وتفكيكها بعملها لوحده، عقل الطفل بشتغل بعد النقاش الحقيقي، وتحفيز قول الرأي منه والخيال مرتكز أساسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى