يحدث في جنوب كردفان.. العودة إلى القرون الوسطى

تقرير – الأحداث
قالت مصادر متطابقة في مدينة الدلنج إن الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو الغت الجواز السوداني واستبدلته بوثيقة سفر خاصة بها في مناطق سيطرتها بـ(كاودا) و(دولو) ما فرض على الفارين من كادوقلي والدلنج بجنوب كردفان ظروفاً صعبة اذ تعاني هذه المناطق من حصار من مليشيا الحلو ومليشيا ال دقلو التي تمنع الفارين من المغادرة وتسجن وتقتل من يقع بين يديها.
وقال فارون إن مليشيا الحلو رفضت الاعتراف بالجواز السوداني كوثيقة سفر رسمية واجبرت العابرين إلى جنوب السودان على استخراج وثيقة خاصة بها ما تسبب في تكدس آلاف العابرين لاسابيع وأشهر اذ لا تسمح وثيقة السفر التي تصدرها مليشيا الحلو للعابرين بالوصول إلى جوبا وتسمح لهم فقط بالوصول إلى معسكر (ايدا) حيث يبدأ النازح من هناك غالبا البحث عن وثيقة تضمن له الوصول إلى جوبا ومن بين الحلول التي يلجا لها هؤلاء وثيقة تسمى (شعب النوبة) تستخرج بمبلغ يصل إلى (20) دولاراً وهي سارية بناء على اتفاق بين مليشيا الحلو وحكومة جنوب السودان اذ تسمح لهم بالوصول إلى جوبا.
وكانت المليشيا قد حشدت آلياتها وجنودها وتوجهت إلى محلية الطينة على الحدود مع تشاد ومحلية امبرو ومحلية كرنوي وهي مناطق كما يقول الصحافي يوسف عبدالمنان تقع على تخوم الصحراء وغير بعيدة عن حدود دولة تشاد حيث تسكن المنطقة أغلبية من اثنية الزغاوة والمنطقة نفسها تسمي بـ (دار زغاوة ) ما يجعلها حرب بطابع قبلي واثني كامل ويكشف الغطاء عن ان اي حديث سياسي حول الحرب هو فقط محاولة للتغطية على الجرائم التي ترتكب اثنياُ وقبلياً.
يقول ابو حميدان وهو من المقيمين في هذه المناطق طلب عدم الاشارة الى اسمه حتى لا يتعرض للمخاطر – قال إن ما يحدث كارثي وحجمه كبير لا يظهر لغياب وسائل الاعلام عن المنطقة لكن ما يحدث مزر ومخز لان الموت ينتشر هنا في كل مكان على يد مليشيا الحلو ومليشيا الدعم السريع التي تطارد الفارين هنا وهناك وتلتقطهم وترحل الاحياء منهم إلى معسكرات اعتقال غالبا يتم فيها مقايضة الابقاء عليهم احياء بالانضمام إلى قوات الحلو التي لا تتورع هي الاخري عن ارتكاب الفظائع بحق المدنيين، وأضاف ( الغريب في الأمر أن غالب قوات الحلو من المنتمين لنفس الاثنية التي يتم قتلها بدم بارد وهم لا يقاومون هذا الفعل بل يساعدون الجنجويد على ارتكابه ويقودون هجمات على اهلهم بغرض تهجيرهم وتقتيلهم ويحرسون أماكن إقامة قادة الجنجويد ويتلقون الأوامر منهم مباشرة هذا ما نشاهده هنا يومياً وهناك شاحنات تدخل الى المنطقة لا نعرف من أين تأتي لكنها تأتي وتدخل مباشرة إلى مقار المليشيا وتغادر ولا يجرؤ عسكري من حركة الحلو على ايقافها دعك من تفتيشها ..هم مسيطرون هنا في وقت يغادر فيه الاف السكان كادوقلي والدلنج وحتى في مناطق كاودا هناك من يغادر لان ما يفعله الجنجويد غير محتمل بالاضافة الى أن المنطقة نفسها قد تشهد معارك كبيرة خلال الفترة القادمة.. وعن ما يحدث في محليات الطينة وكرنوي وامبرو يتساءل الصحافي يوسف عبدالمنان لو كانت هذه الحرب سياسية كما يروج البعض لماذا تهاجم قوات الجنجويد فارين إلى مناطق في الصحراء وعلى حدود تشاد لا يوجد خطر يتهددها منهم لانهم عزل وتترك مقاتلين بقيادة موسي هلال في مستريحة وتساؤلات عبدالمنان ظلت مطروحة طوال الفترة الماضية خاصة وان هلال أعلن مساندته للسلطة الشرعية والجيش ومع احتدام المعارك تبدو المليشيا مصرة على اقتحام مناطق كرنوي والطينة وغيرها لتامين طرق عبور امداداتها والمنطقة ظلت لعقود طريق لعبور الامدادات من تشاد إلى داخل دارفور واستفادت منها كل الحركات الدارفورية المسلحة كما أن المنطقة التي تم حشد قوات كبيرة بعضها وصل من خارج السودان هي من معاقل اثنية الزغاوة الموجودة في السودان وتشاد وجنوب ليبيا وتحشد قوات المليشيا حاليا مقاتلين من دولة مالي ومن النيجر وتشاد بالاضافة إلى مقاتلين ومرتزقة من جنوب السودان لمهاجمة قرى يقطنها عزل ولمطاردة فارين من مدن الدلنج وكادوقلي إلى جنوب السودان وهؤلاء منعوا من الدخول واقاموا معسكرا كبيرا في العراء وظلوا يتعرضون إلى هجمات يومية من مسلحين تحت بصر قوات الحلو التي اثرت عدم التدخل والدخول في معارك ضد قوات المليشيا التي تستهدف مواطنين ينتمون إلى اثنية مقاتليها ويطاردون العزل ويلتقطونهم ويقودوهم إلى المعسكرات وهم (مقيدين) بالحبال) وقال (أعادونا إلى القرون الوسطى).



