تقارير

يحدث في الفاشر.. كيف تحول الإنسان إلى غنيمة

تقرير – أمير عبدالماجد
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المليشيا لا زالت تحاصر الفاشر بصورة كاملة رغم دخول قواتها إلى المدينة وأشارت إلى أن الهدف من حصار المليشيا للفاشر هو خنق صوت الحقيقة واخفاء الأدلة، في وقت تترقب فيه المنظمات الحقوقية تقريرا من المنتظر أن يصدره مختبر ييل أكد مسؤولوه أنهم بصدد طرح حقائق صادمة عن ما حدث في الفاشر.. وحسب مصادر قالت الواشنطن بوست إنها حملت شهادات متطابقة قالت إن ناجين وأقارب مختطفين تحدثوا إليها عن المليشيا احتجزت آلاف المدنيين بينهم نساء وأطفال واجبرتهم تحت التعذيب على الاتصال بذويهم لدفع فدى مالية من أجل اطلاق سراحهم، وأضافت أن من فشلوا في دفع المبلغ اعدموا أمام عائلاتهم احيانا، وأفاد أفراد لديهم عائلات محتجزة في الفاشر عن تلقيهم هواتف من هناك تطلب دفع مبالغ مالية حتى يتم اطلاق أسرهم ووصلت المبالغ المطلوبة احيانا الى ترليون جنيه يطلبون ارسالها عبر تطبيق (بنكك) ومن أجل الحصول على المال يلجأ هؤلاء إلى تصوير الاطفال وهم تحت التعذيب في فيديوهات قصيرة يرسلونه إلى عائلاتهم وإلى ضرب الأسرى أثناء المكالمات الهاتفية يقول حسن كجيك (لم أكن في الفاشر وقت دخول المليشيا إليها بحكم إقامتي أصلا في الخرطوم لكن أخي وعائلته كانوا هناك واحتجزوا من قبل أفراد من مليشيا الدعم السريع وطلبوا فدية بمبلغ محدد وارتفع مع الوقت إلى أن وصلنا الى مبلغ معين عبر وسيط أعرفه من المتعاونين معهم في الفاشر وخرجت أسرة أخي وهي الان بالولاية الشمالية لكن لا توجد أخبار عن أخي محمد عبدالرحمن وهو من تجار السوق في الفاشر اختفى مع دخول المدينة في حالة الفوضى ولم يظهر حتى الان)، وأضاف (هؤلاء لصوص وليسوا مقاتلين فاوضوني لمدة أسبوع كامل وكانوا يعرفون ما يقومون به ولديهم طرقهم في التفاوض ويعرفون كيف ترسل الأموال عبر التطبيقات البنكية وسقوفات التحويل وغيرها ومن الممكن أن يخدعوك فترسل لهم المال ثم يقتلوا عائلتك فعلوها مع أكثر من شخص ويمكن أن تسلموا المال ثم يسلموهم إلى أفراد آخرين يفاوضونك هم ايضاً من أجل الحصول على مال)، وتابع (ما سمعته من أسرة أخي مرعب هناك آلاف البشر تحت يد المليشيا الان وحياتهم معرضة للخطر وما يقال عن حرق جثث الناس ودفنها بعد الحرق صحيح وينتقون أفراداً للحصول على أعضائهم ودمهم هم يفعلون أموراً بشعة الان في الفاشر وينكلون بالمدنيين وشخصياً أعتقد أن ما يتم هو وصول عصابات دولية تتاجر في الاعضاء البشرية وعصابات تعمل الان على تفكيك بنية المدينة لنقلها إلى أماكن أخرى)، وقال (هم يتعاملون مع كل شيء وجدوه هناك كغنيمة يحق لهم بيعها والاتجار بها ونقلها إلى حيث يمكن بيعها هذا ما يحدث حتى البشر المحتجزين الان هم غنيمة يحق لهم بيعها أو المقايضة بها أو قتلها هم في أفضل الأحوال سبايا وغنائم هذا هو فهمهم لما يحدث ثم أن ثقافة الفدية ودفع المال حتى لا يقتلوا الأسير بالنسبة لمجتمعاتهم ثقافة شائعة وموجودة فهم يسرقون وينهبون هذا هو عملهم والفدية ضمن عملهم للحصول على المال).
ويعتقد د.بكري محمد السر المحاضر بالجامعات السودانية والخبير بالشان السوداني أن مجتمع الجنجويد القائم أساساً على النهب المسلح للحصول على المال وجد في هذه الحرب وسيلة جيدة للحصول على مال سهل لذا ستجد أن حواضن عديدة من حواضنهم شاركت في القتال بسيارات خاصة بها وباسلحة خاصة بها وحتى بترول هذه السيارات يدفعونه من أموالهم الخاصة لانهم يشاركون في منهبة سيعودون منها بالمال ما يهمهم هنا هو ما يحصلون عليه من منقولات وحتى من بشر هم يبيعون حتى البشر للحصول على المال وكلنا سمعنا عن نقل فتيات من بحري وام درمان والخرطوم وبيعهن في سرف عمرة والجنينة وخور جهنم هذا ما يفعلونه وهذه مهنتهم لذا لا أجد أي جديد في أمر الفاشر سرقوا المنازل والمؤسسات وسيدمرون بنية الكهرباء كلها فقط من أجل الحصول على كومة نحاس يبيعونها ويحتجزون آلاف البشر لاجبار أهلهم على دفع الفدية)، وقال (في الخرطوم كانت قياداتهم تدعي مثلاً أن الذهب الذي كان في خزينة بنك الخرطوم نقل إلى المدرعات لتحفيزهم على القتال لان الأمر فيه ذهب سيحصلون عليه هذه هي عقلية هذا المجتمع وعقلية من يديرونه وهي بطبيعة الحال عقلية المرتزق الذي يقاتل من أجل المال ولولا المال لما حضر إلى السودان وشارك في الحرب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى