حسن إسماعيل
– وأخيرا (كركرت) بطنُ الجبال عندنا وصرخت وتلوت ثم ولدت فأرا أعمى لايجلب غائبا ولايدفع مقضيا
– والعزاء الأول ان حفل ميلاد النفاق الاطارى كان باهتا شاحبا يكاد المريب فيه أن يقول خذونى
– وتعالوا لنفرز كتل النفاق التى برزت يومذاك و(بسم الله) نبدأ ..
– فالمفروض أن مشروع النفاق الاطارى يُمهد يومذاك لخروج العسكريين من العملية السياسية ولكنه وللمفارقة فإن شهوده والمتحدثين فيه جُلهم من العسكريين إما عسكريين نظاميين( برهان ) وإما عسكريين شبه نظاميين( حميدتى وعبدالرحيم ) وإما عسكريين غير نظاميين الذين يمثلون قادة الحركات المسلحة التى تمارس العمل السياسى كمجموعات مسلحة منذ ذهاب الإنقاذ ويأخذون نصيبهم فى السلطة والوزارات ومجلس السيادة بصفاتهم العسكرية تلك ولم ولن يتحولوا لمؤسسات وأوعية مدنية ، فحضر عقار والهادى إدريس والطاهر حجر يحدثون الناس عن ابتدار عملية سياسية تضع حدا لسلطة العسكريين فى نفس الوقت الذى غابت فيه أكفان الشهداء وجراحات المصابين وبيانات المفقودين ثم غاب عنه الخطيب والسنهورى والميرغنى وترك وتجانى السيسى والصادق الهادى ومبارك الفاضل ( هاك المدنية دى )
– وفى الوقت الذى سَوّق فيه صبيان قحط إلى أن مشروع النفاق الإطارى سيمهد خروج الجيش من العملية السياسية ..كان البرهان هو الذى يرسم ملامح العملية السياسية ويحدد شروطها ويقطع بالقول أنه ليس من حقّ الأحزاب الاقتراب من الجيش ثم يحدد للأحزاب لائحة حُسن السير والسلوك (وفكى منقة يصفق)
– وينهض حميدتى ليقرأ ماكتبه له ياسر عرمان فيحدد أن قرارت (٢٥ اكتوبر) كانت قرارات خاطئة فيضع شهر أكتوبر يده فى فمه ويضحك ويقول ( استغفر الله) ثم يمسح ماتقاطر من عينيه من دموع … ثم يُقرر حميدتى وكأنه جراح ماهر أن القوات المسلحة تحتاج لجراحة عميقة ثم يحدث الناس باسهاب عن مشروع التطور والنماء الديمقراطى القادم فى السودان( ابو الزفت ) و(فكى منقة) تحمر أكفه من التصفيق(😅) ولا غرو ولاتثريب على الرجل فإنه يوم النفاق الإطارى فطوبى لمن صدق!!
– مشروع النفاق الإطارى أيها السادة يُخرج الدعم السريع من إمارة القائد العام ويضعه لوحده تحت إمرة رئيس وزراء غير منتخب تفرضه أمريكا على الجميع وكنتُ قد حدثتكم عنه فى مقالة سابقة ، ثم تضع الجيش السودانى فى كفة أخرى مُقابلة للدعم السريع وتحت إمرة ذات رئيس الوزراء ( الأمريكي ) غير المنتخب !! ليدشن مشروع النفاق الإطارى حالة وجود جيشين فى السودان وبشكل عملى ورسمي ودستورى كمان!! ( وقع ليك؟ ) وكانت إمارة ذلك أن وقف البرهان يلقى كلمة إنابة عن الجيش وصعد حميدتى يُلقى كلمةَ إنابة عن أخيه وعن دعمهما السريع ووقف الواثق البرير يحدثنا عن التطلعات لإقامة جيش واحد ومهنى وكان أذناب فولكر يصفقون ويبتلعون (الفول المدمس والفشار) ويشربون عليه الماء…و (أنا الصاحى أرى فى النور أشباح الظلام)!!
– مشروع النفاق الإطارى أعاد ثلاثة أحزاب نطيحة أُهِل بها لغير الله لتدير الفترة الإنتقالية وتدير النيابة والقضاء والمحكمة الدستورية والاقتصاد والعلاقات الخارجية وهى غير مفوضة وغير منتخبة ثم يريد منا البلهاء أن نصدق أن هذه الأحزاب ستذهب للإنتخابات بعد سنتين من الآن ( صُدُّقُت )
– مشروع النفاق الإطارى الذى تُحكم ربطته أمريكا يحتشد بالأفخاخ والمكائد والمناطق المظلمة ويضع فى يد كل طرف من الأطراف الموقعة عليه سكينا وخارطة توضح له مكان خاصرة شريكه فى الإتفاق وشرح مُفصل لكيفية غرز تلكم السكينة فى تلكم الخاصرة وتعالوا لنضرب لكم الأمثال
– فرئيس الوزراء يستطيع فى اول نصف ساعة يجلسها على كرسيه أن يدبج خطابا للأمم المتحدة يطالب فيه أن يُدار السودان بواسطة بعثة أممية بصلاحيات البند السابع كما فعل سيء الذكر حمدوك الذى فاجأ العساكر بمقلب فولكر والبعثة الأممية التى تعبث فى النخب فسادا وسمسرة وشراء ذمم
– ثم يستطيع رئيس الوزراء غير المنتخب هذا أن يحيل البرهان والكباشى وابراهيم جابر للمعاش وأن يكتب القرار على ظهر (صندوق سجائر البينسون) وأن يعطيه للقمان كى يذيعه ولايبالى ( بكلمك جد)
– ولكن مشروع النفاق الإطارى ذاته وضع البرهان فى الميدان فى خانة ( آخر القشاشين ) الذى يستطيع فى آخر لحظة أن يطير فى مشروع النفاق الإطارى( جوز ) ويسقطه بالكامل بعد أن يأخذ شارة القبول من السفير الأمريكي هذا فى حال (مَلّت) الآلية الرباعية من ( كلاب السيجة ) التى أمامها مثلما مامَلّت من حمدوك ذات يوم فسمحت للبرهان باعتقاله فى بيت الضيافة (بالسروال والعراقي)
– نعم فأمريكا تعرف كيف تصنع من الجميع كلاب صيد ضد بعضهم البعض وتجعل من السودان الضحية الوحيدة فى كل الحالات
– ( فهل فهمتم الآن لماذا بُحّ صوتنا ونحن نقول أننا نريد مشروع تسوية سياسية سودانية بحته وخالصة)؟
– نعم هذه هى الخلاصة الآن أيها السادة فالسِّلم فى يد أمريكا اليمين والثعبان فى يدها العسراء فى مشروع النفاق الإطارى هذا والذى خدع (أشعب الاكول) نفسه به وهو يظن أن فى الأمر وليمة سياسية…
– والوضع حتى الآن كالآتي… أمريكا تظن أنها اخترقت الجيش بالبرهان وانها اخترقت البرهان بحميدتى ثم اخترقت قوى الحرية والتغيير بياسر عرمان وخالد سلك وحشدت البلهاء للتصفيق فى مسرح العرائس العابثات هذا ….
– وهذا ماحدث
– أما اجمل مشهد فى حفل النفاق الإطارى هذا هو مارصدته عيون الأذكياء وعبرت عنه سرا آخر الليل بهذه العبارة
– ( ياسر عرمان يكتب وحميدتى يقرأ وودالفكى يصفق )
– ويااااا نفسُ جِدِّى إن دهرك هازلُ