رأي

-ومَا أُبرئُ نَفْسِى- !!

محجوب فضل بدرى

-عقب نشر مقالى أمس الأول والذى كان بعنوان [وين ياسعادتك] وقد كتبته عن مناسبة عقد قران نجل الفريق أول مهندس عماد الدين مصطفى عدوى سفيرنا فى مصر،وقد احتشد جمع من رفقاء السلاح فى هذه المناسبة ودعوتُ فى المقال القيادةَ للنظر فى امكانية الاستفادة من هذه الطاقات وقد سميتها بالثروة القومية، ذلك لأن الشعب السودانى قد استثمر فيهم حتى بلغوا هذه الرتب الرفيعة وينبغى أن لا نهدر هذه الثروة!! وهذا تلخيص لجملة ما جاء فى المقال.
-غير ان هذا المقال قد أثار حفيظة احدى القارئات الكريمات،وابلغتنى عبر وسيط برسالة صوتية عن حنقها على ما كتبتُ والسبب فى رأيها -المحترم عندى- هو اننى تحدثت عن جنرالات هاجروا من البلد ساعة الحرب، ولجأوا الى مصر وغيرها فى حين ان الواجب عليهم بموجب القسم الذى أدوه، أن يضعوا أنفسهم تحت امرة القائد العام ليوزعهم كيف شاء،لا أن ينتظروا دعوة من القائد العام، أو قرارا منه يقضى بتعيينهم فى مناصب!! فعودة هؤلاء الجنرالات واجبة وان لم تكن لحمل السلاح فوجودهم فى مناطقهم أو منازلهم مفيدة جدا لعودة الروح للبلد،وعودة الناس لمنازلهم ويمكن ان يساعدوا فى العمل الطوعى بمختلف أشكاله، وليس للحرب العسكرية فللحروب وجوهها المتعددة،غير جبهات القتال.
وضربت هذه القارئة الكريمة مثلا بوالدها الجنرال!! ولم تذكر اسمه وقالت انه طاعن فى السن ولا يقوى على حمل السلاح،لكنه رفض مغادرة السودان، وهو يضع نفسه تحت الأمر متى ما طلب منه ذلك!!
-أولا التحية مع الانتباه لهذا الجنرال ولابنته الغاضبة ولهما العتبىٰ،فمقالى لم يكن يخص الجنرالات الموجودين فى مصر دون غيرهم وانما سائر جنرالات جيشنا فهم صفوة الصفوة فى العلوم العسكرية بخبرتهم التراكمية وعملهم فى سائر أنحاء البلاد فى وحدات جيشنا المختلفة،ولا أعيب عليهم أنهم خرجوا من السودان وقت الحرب فهذه تقديرات تؤخذ حسب ظروف كل واحد على حدة، وتقدر بقدرها ولست فى معرض الدفاع عنهم وان لم يتطرق الى ذهنى انهم هربوا من المواجهة أو زاغوا ساعة الحارة، فهم بلا شك قاتلوا على مختلف الجبهات الساخنة حينما كانوا تحت السلاح ويحتاج بيان ذلك مذكرات كل جنرال خدم بلاده فى ظروف خطرة وفاء للقسم الذى خاتمته [ولو أدى ذلك الى المجازفة بحياتى] تحياتى للقارئة الكريمة ولكل القراء الكرام.
وما أبرئ نفسى فمن الواجب على أن أكون فى بلادى تحت الأمر،ولكن !! لا أريد أن أبرر فالتبرير أسهل أنواع الفقه.
-وأرموا قدام البلد محتاجة لكل عقل ولكل ساعد ولكل ثانية ولكل قرش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى