الأحداث – وكالات
اكدت ثلاثة وكالات أممية أن سوء تغذية الأطفال في السودان بلغ مستويات الطوارئ، وبصفة خاصة بين النساء الحوامل والمرضعات، وتوقعت أن يتفاقم وضع الأطفال والنساء في السودان خلال الأشهر المقبلة.
وأصدرت ثلاث أممية تحذيراً شديداً من أن جميع المؤشرات تدلّ على تراجع كبير في وضع التغذية للأطفال والأمهات في السودان الذي تمزّقه الحرب، مشيرة الى أن أرواح أطفال السودان باتت في خطر جسيم، ولابد من إتيان عمل عاجل لحماية جيل كامل من سوء التغذية والأمراض والموت.
ودعت الوكالات الثلاث إلى “توفير وصول إنساني فوري ومن دون إعاقة إلى المجتمعات المحلية التي تعاني من أسوأ تأثيرات هذا النزاع الوحشي والممتد زمنياً، وذلك عبر جميع نقاط العبور الممكنة والمسارات عبر الحدود مع البلدان المجاورة، إضافة إلى تهدئة الأوضاع في الفاشر والتوصل إلى وقف لإطلاق النار على المستوى الوطني. ونظل نعتمد على الدعم المتجدد والكبير والمتسع من الجهات المانحة. إن النافذة المتاحة لتفادي الوضع الأسوأ تُقفِل بسرعة”.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل “يعاني أطفال السودان من مستويات رهيبة من العنف والتهجير والصدمات — وهم يواجهون حالياً مجاعة محتملة. وعندما يعاني الأطفال من أشكال خطيرة من سوء التغذية، يضرّ ذلك تطورهم البدني والإدراكي، وقد يمتد الضرر مدى الحياة. يجب على أطراف النزاع أن يتيحوا إمكانية الوصول الإنساني بسرعة ليتمكن الأطفال من الحصول على أغذية ومياه ورعاية صحية ومأوى. والأمر الأهم هو أنَّ الأطفال يحتاجون إلى السلام”.
من جهتها قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، “إنَّ النساء والأطفال في جميع أنحاء السودان يَضمَرون ويهزلون من جراء سوء التغذية، وقد جرّدتهم الحرب الجارية من جميع ما يحتاجونه للبقاء: الأغذية، والدعم الطبي، والمأوى. نحن بحاجة إلى إمكانية وصول آمنة وفورية لتقديم المساعدة الإنسانية التي يحتاجونها أمسّ الحاجة. ومن دون هذه المساعدة، ثمة خطر أن تصبح هذه الأزمة أكبر حالة طوارئ من الجوع في العالم. إنَّ ملايين الأرواح في خطر جسيم، ويجب على المجتمع الدولي أن يتصرف الآن وإلا فإننا نخاطر بخسارة جيل كامل من الأطفال”.
في السياق قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، “إن سوء التغذية ليس أزمة تحدث لمرة واحدة ثم ينتهي أمرها، إذ يواجه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية صعوبات في النمو ووضعاً صحياً سيئاً مدى الحياة، كما تكون الأرجحية أكبر أن يتوفوا بسبب الأمراض المعدية. إنَّ الوقت ينفد، وقد بات أطفال السودان ونساؤه يشارفون على المجاعة. إنَّ منظمة الصحة العالمية وشركاءها موجودون في الميدان لمنع سوء التغذية الشديد وعلاجه من أجل إنقاذ هذه الأرواح الغالية، ولكننا بحاجة إلى إمكانية وصول إنساني مستمرة ودعم مالي كامل لنتمكن من فعل ذلك”.