ثقافة وفنون

وفاة المخرج المصري داؤود عبد السيد

القاهرة – متابعات
رحل المخرج السينمائي المصري داؤود عبد السيد عن عمر يناهز 79 عاما، بعد مسيرة استثنائية شكّلت أحد أكثر المشاريع الفكرية عمقا وتأثيرا في تاريخ السينما المصرية الحديثة.
ولد داؤود في القاهرة عام 1946، وتخرّج في المعهد العالي للسينما (قسم الإخراج) عام 1967، وبدأ مشواره مساعدا لعدد من كبار المخرجين، قبل أن يختار مبكرا مسارا مستقلا خارج التيار التجاري السائد.
قدّم في بداياته مجموعة من الأفلام التسجيلية اللافتة، من بينها: «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم»، «العمل في الحقل»، و«عن الناس والأنبياء والفنانين»، واضعا منذ البداية ملامح سينما منحازة للواقع والأسئلة.
وفي السينما الروائية، صنع أعمالا تحوّلت إلى علامات فارقة، من بينها: «الصعاليك»، «البحث عن سيد مرزوق»، «الكيت كات» (عن رواية «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان)، «أرض الأحلام»، «سارق الفرح»، «أرض الخوف»، «مواطن ومخبر وحرامي»، و«رسائل البحر».
حصدت أفلامه عشرات الجوائز العربية والدولية، من بينها الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي، والجائزة الذهبية من مهرجان دمشق، إلى جانب جوائز الإخراج والسيناريو، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون (2004)، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون (2012).
عُرف داؤود عبد السيد بسينما الأسئلة والقلق الوجودي، وبأسلوب فكري وفلسفي منحاز للإنسان والهامش، بعيدا عن الاستسهال واليقين. وبرحيله، تفقد السينما المصرية أحد أكثر مخرجيها استقلالا وعمقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى