وسط تزايد حالات حمي الضنك.. إختفاء “دربات البندول” وسعرها يصل (30) ألف جنيه في السوق السوداء

أم درمان – أمير عبدالماجد
بين ليلة وضحاها قفز سعر المحلول الوريدي في الصيدليات من 6 آلاف جنيه و7 آلاف إلى أكثر من 30 ألف جنيه… الناس يساقطون بحيث لن تجد أسرة تقريباً في الخرطوم لم تصلها هذه الحميات.. ملاريا وحمى ضنك وتايفود… اختفت دربات البندول وأصبح الحصول عليها صعباً رغم وفرتها في الأيام الأولى… أصبحت متاحة فقط في السوق السوداء.
أسعار جنونية:
أين تباع ؟ سؤال منطقي؟ هي غير موجودة في صيدلية المستشفي أو في الصيدليات الخاصة لكنها متوفرة في الطبالي وعند ستات الشاي ويمكن الحصول عليها دليفري عبر هواتف معينة .. تصلك سيارة يقودها احدهم يسلمك المطلوب وتسلمه ثمن البضاعة بالاضافة الى أجرة التوصيل.. يصل السعر في هذه الحالة إلى أكثر من (45) ألف جنيه … (30) سعر المحلول الوريدي و(15) سعر التوصيل، في العادة يحتاج المريض إلى 10 منها واحيانا إلى 12 أي مايقارب الـ (300 -360 ) ألف جنيه لشراء المحلول الوريدي فقط بدون ترحيل … لا تستطيع بطبيعة الحال وانت تشاهد حالة والدك أو والدتك أو طفلك تتدهور وتقف مكتوف الأيدي.. ستدفع..
احتكار واستغلال :
لكن كيف حدث ماحدث بين ليلة وضحاها وانتقل المحلول الوريدي من السوق العام إلى السوق الاسود الذي يكاد يحتكر الامر الان … يقول سائق الركشة سامر وهو شاب يقود ركشة يتوقف غالبا أمام المستشفيات والمراكز الصحية لان أغلب العمل تركز هناك يقول “نحن نشاهد مايحدث بحكم وجودنا في المكان وعدم اكتراث أغلبهم لوجودنا”، وأضاف “نشاهدهم وهو يبيعون المحاليل الوريدية في الطبالي والسيارات والركشات لكننا لا نملك سلطة ولو فعلنا وتدخلنا لن نجد من يقف معنا بل اؤكد لك قد نتعرض للسجن”، وتابع “هم ليسوا أطباء بل تجار سوق أو قل تجار أزمات متى مال السوق لسلعة عملوا فيها”.
وكان الصحافي يوسف عبد المنان الذي اصيب بحمى الضنك في أم درمان قد أكد في تدوينة له على (فيس بوك ) أن دربات البندول تباع في سيارات متحركة وبمبلغ يصل إلى(30) الف جنيه، يقول يوسف إنه غادر منزله مرغما للبحث عن دربات البندول وأن الطبيب كتب له 8 دربات بندول و7 تروية، واضاف “صيدلية تسلمني لصيدلية من كرري إلى ام درمان القديمة وعدت بشارع الوادي ووصلت الانفال وكنت قد يئست تماما وهناك نصحني صيدلي بشراء أكبر قدر من حبوب البندول لان حبتين منها تعادل درب لكن قبل أن أغادر استوقفني شاب جميل المظهر وخاطبني قائلا : “ياحاج بتسأل عن دربات بندول قلت له نعم قال لي تعال معي وذهبنا إلى سيارة اكسنت مظللة توجد بها فتاة قال لها عمك ده داير دربات بندول”، وأضاف “وضعت الدربات في كيس وقالت الدرب بمبلغ 30 الف والمطلوب 120 الف”، وتابع “رغم حاجتي للعلاج رفضت هذا الاستغلال”.
انعدام محاليل:
الصيدليات أغلبها لا يبيع هذه المحاليل حاليا وهي غير موجودة … اتجهت للسوق السوداء … لفهم كيف تصل المحاليل إلى الصيدليات استعنت بصاحب صيدلية له تجربة في التعامل مع شركات الدواء يؤكد د.عباس محمد الجاك صاحب صيدلية سمارت أن دربات البندول غير متوفرة حاليا رغم أن السؤال عنها كثيف لكنه نفي أن تكون هذه الدربات قد تسللت إلى الطبالي وستات الشاي، وقال “لا اعتقد ذلك لان ماحدث الان حدث من قبل ولم يسبق أن تحولت الدربات الي السوق السوداء وأن تصل إلى الطبالي وستات الشاي وأن تتجول سيارات لبيعها هذا غير منطقي”.
وعن آليات وصول المحاليل قال إنها تردهم من الشركات والوكلاء وسعرها لايتجاوز الـ 3 الاف جنيه المحلول بـ (2500) جنيه والوصلة يبلغ سعرها 500 جنيه واخر مرة وصلتني قبل اسبوع كانت بهذا السعر، وأضاف “خلال الحرب كانت الادوية تصلنا من عطبرة وبورتسودان”، وتابع “اتصلنا الان بعطبرة وشندي وغيرها ولم نجد”، وتابع “نحاول توفير الدواء للناس لان درب البندول هو العلاج الفعال لحمي الضنك التي تهاجم الصفائح الدموية”، وعن البدائل قال “لايوجد بديل فعال مثل درب البندول لكننا الان نصرف للمرضي البندول حبوب وهي بطبيعة الحال ليست بفاعلية الدربات”، الان هناك شح في دربات البندول وفي دربات المخلوط بدرجة أقل مع تزايد حالات الاصابة بحمى الضنك والملاريا.



