الأحداث – متابعات
شدد وزير الخارجية محي الدين سالم على أن السودان لن يقبل بأي حلول مفروضة من الخارج، مؤكداً أن البلاد تمتلك إرثاً طويلاً في إدارة الحروب وصناعة السلام يجعلها قادرة على تحديد مسارها السياسي دون وصاية.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن السودان “ليس دولة تنتظر من يملي عليها كيف تفاوض أو كيف تصنع السلام”، مضيفاً أن الشعب السوداني والقوات المسلحة “أساتذة الحرب والسلام عبر التاريخ”. واستعرض محطات مهمة شارك فيها الجيش مباشرة في صناعة السلام، من اتفاقية أديس أبابا 1972 إلى نيفاشا 2005 واتفاق دارفور 2006.
وأضاف سالم أن التفاوض شأن سيادي خالص، وليس من حق أي طرف خارجي أن يفرض شروطه أو يحدد مسار العملية السياسية. وقال: “نفاوض حين نقرر نحن، ونسالم حين نقرر نحن، وليس حين يُراد لنا ذلك”.
وقال وزير الخارجية إن المجتمعين الدولي والإقليمي فشلا في إجبار ميليشيا الدعم السريع على تنفيذ اتفاق جدة، مؤكداً أن ذلك يثبت أن الأزمة في السودان ليست أزمة إرادة حكومية، بل أزمة تمرد مسلح مدعوم من قوى خارجية.
ودعا سالم المجتمع الدولي إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع كـ“منظمة إرهابية”، مضيفاً: “ما ارتكبته هذه المليشيا من مجازر وجرائم في الفاشر والجنينة وغيرها لا يترك أي مجال للالتباس”.
وأكد الوزير تمسك الحكومة السودانية بخارطة الطريق التي قدمتها للأمم المتحدة، موضحاً أن أي ترتيبات لوقف إطلاق النار يجب أن تُبنى على التنفيذ الكامل لاتفاق جدة، وليس تجاوزه أو القفز عليه.
وأشار سالم إلى الخطاب الأخير للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والذي شدد فيه على استقلالية القرار الوطني ورفض الإملاءات، مضيفاً أن بيانات مجلس الوزراء ومجلس الأمن والدفاع تسير في الاتجاه ذاته وتؤكد وحدة الموقف الرسمي.
وشدد على أن السودان سيواصل الدفاع عن سيادته، محذراً من “أي محاولات لإعادة صياغة الأزمة على حساب الشعب السوداني”، داعياً المواطنين إلى التمسك بموقف دولتهم في مواجهة “الميليشيا الإرهابية المدعومة خارجياً”.
