الأحداث – متابعات
نفت الحكومة، الاثنين، اتهامات الإمارات للجيش السوداني بقصف منزل السفير الإماراتي في الخرطوم، مؤكدةً عزمها اللجوء إلى القانون الدولي لإجبار الإمارات على دفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن دعمها لمليشيا الدعم السريع.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في بورتسودان، وصف وزير الخارجية المكلف، السفير حسين عوض، اتهامات الإمارات بأنها “عارية عن الصحة”، مشيرًا إلى أن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في اليوم التالي للاتهامات الإماراتية تثبت سلامة المبنى.
وأوضح عوض أن ادعاءات الإمارات نابعة من انزعاجها من انكشاف تورطها في دعم مليشيا الدعم السريع في تمردها ضد الحكومة الشرعية.
وأعرب الوزير عن أسفه لانضمام عدة دول إلى ما وصفه بـ”الكذبة الإماراتية”، داعيًا إياها إلى مراجعة موقفها.
وجدد الوزير اتهامات السودان لأبوظبي بدعم الدعم السريع لوجستيا بالسلاح والمؤن، وتوفير الغطاء السياسي لتمردها.
وأشار إلى أن السفير الإماراتي كان خارج البلاد عند اندلاع الحرب، وعندما عاد إلى بورتسودان أصر على العودة إلى الخرطوم، ما يثير تساؤلات حول سبب عودته في وقت كانت فيه البعثات الدبلوماسية تغادر العاصمة.
وأكد عوض أن السودان سيلجأ إلى القانون الدولي لإجبار الإمارات على التعويض عن الأضرار التي تسبب بها دعمها للمليشيا، وقد قدم مذكرات إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بهذا الشأن.
وعرض الوزير صوراً التقطتها الأقمار الصناعية في اليوم التالي لاتهامات الإمارات، والتي أظهرت سلامة المبنى، باستثناء بعض الأضرار الطفيفة الناجمة عن الاهتزازات الأرضية للأسلحة الثقيلة التي استخدمتها مليشيا الدعم السريع قرب منزل السفير.
في سياق آخر قال وزير الخارجية السوداني، إنّ الدولة ساعية إلى تهيئة المناخ لاختيار ما وصفها بـ “حكومة برّ الأمان”، برئيس وزراء مُتفق عليه من الأطراف السودانية كافة، تقود البلاد إلى انتخابات نزيهة بعد استكمال مراحل البناء والتعمير، وجدد موافقة السودان للعودة إلى منبر جدة وفقاً لشروط الحكومة السودانية التي لن تحيد عنها.
من جانبه أكد وزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر خلال المؤتمر الصحفي أن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في 30 سبتمبر الماضي أي بعد يوم واحد من اتهام الإمارات أثبتت سلامة منزل السفير.
واستعرض الوزير ما وصفها بـ”أدلة” على الدعم اللوجستي الذي قدمته الإمارات لمليشيا الدعم السريع عبر مطارات عنتيبي في أوغندا وأم جرس وأبشي في تشاد، بالإضافة إلى أسلحة ومركبات تم ضبطها في الخرطوم وجبل موية بولاية سنار، والتي يمكن عرضها على خبراء الأمم المتحدة لفحصها.
وأوضح أن المليشيا استخدمت منزل السفير الإماراتي في الخرطوم لعقد اجتماعات، وأن أول ظهور لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كان بالقرب من المقر الذي تعود ملكيته لرجل الأعمال جمال زمقان، والذي احتجزته الدعم السريع في منزله المجاور لمنزل السفير الإماراتي.
وأضاف أن الصور التي عرضتها وزارة الخارجية الإماراتية لأضرار في المنزل جراء القصف لا تتناسب مع الاتهامات التي وجهتها ضد الجيش، مرجحًا أن تكون الأضرار ناتجة عن قذائف طائشة أطلقتها الدعم السريع، وأن المبنى ظل سليمًا طوال فترة الحرب على عكس المباني الأخرى المجاورة له.