الخرطوم – الأحداث نيوز
احتسب بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والأستاذ علي الشيخ السماني الوكيل المفوض وأسرة الوزارة عند الله تعالى: الأستاذ الدكتور أحمد محمد الحسن (1930-2022م) الوزير المؤسس لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان في العام 1971 ، والذي تمكن خلال اضطلاعه بهذه المهمة من وضع أسس الوزارة والمحافظة على الاستقلالية التي تتمتع بها الجامعات السودانية بمساعدة العديد من الأكاديميين.
كما إنه كان أول بروفيسور سوداني في علم الأمراض، بقسم علم الأمراض في جامعة الخرطوم في العام 1966 ، حيث تم تعيينه رئيسا لقسم علم الأمراض في كلية الطب بجامعة الخرطوم. وقد ساهم خلال هذه الفترة في تأسيس معهد تكنولوجيا المختبرات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ,كما تم انتخابه كعميد لكلية الطب في جامعة الخرطوم في العام 1969 . وقد استمر في منصبه حتى تم انتخابه كنائب لرئيس جامعة الخرطوم في العام 1971م. وقد كرّس حياته للتعليم والتدريس والبحث وخدمة الفقراء في المناطق الريفية، وخلال الفترة بين عامي 1972 و 1977 ، شغل منصب رئيس مجلس الأبحاث الطبية ، والمجلس القومي للبحوث، بالسودان، كما عمل مع آخرين خلال تلك الفترة بالمساعدة في تأسيس معهد أبحاث طب المناطق الحارة في المجلس القومي للبحوث شاملا مستشفى أمراض المناطق الحارة في أم درمان، والمعمل في الخرطوم.
في عام 1993 واصل البروفيسور الحسن مجهوداته وأسس مع العديد من زملائه معهد الأمراض المتوطنة في جامعة الخرطوم وذلك بهدف القيام بالأبحاث حول الأمراض المتوطنة، وتدريب الأطباء والأطقم المساعدة، وكذلك تقديم الخدمات المتخصصة في مجال معالجة الأمراض المتوطنة.
وفي عام 1994 أسفرت مجهوداته والبروفيسور سعاد محمد سليمان عن تأسيس الجمعية السودانية لطب الأمراض المتوطنة والصحة التي أسهمت في تطوير طب المناطق الحارة كما أصبح أول رئيس لها.
كما امتد تأثيره لخارج الحدود حيث أسس خلال الفترة من 1977 – 1987 قسم علم الأمراض في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك فيصل في الدمام بالمملكة العربية السعودية، وشغل منصب أول رئيس له كما أسس إدارة البحث والمنشروات والترجمة وكان مديرا لها.
كان البروفيسور الحسن عالما شغوفا بعمله ومكرسا حياته له. وفي الواقع، فإن دوره كمرشد للباحثين الشباب والطموحين، لم يكن له نظير. وقد خطط لنجاح مركز التطوير التربوي للمهن الطبية والصحية في كلية الطب بجامعة الخرطوم.
نظم البروفيسور عددا كبيرا من ورش عمل التدريب المحلية حول منهجيات البحث والكتابة العلمية. ويؤمن البروفيسور الحسن بأهمية العمل التطوعي، حيث كان عضوا مؤسسا وصديقا نشطا للعديد من المؤسسات غير الحكومية، ومنح الدعم المادي والمعنوي للعديد من المؤسسات بغض النظر عن حجمها أو أهميتها.
وقد نشر البروفيسور الحسن أكثر من مائتي بحث خلال حياته المهنية, ضمت العديد من المجالات، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والتقديرات خلال حياته المهنية من داخل وخارج السودان.
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه بقدر ما قدم لأمته وبلاده، وأن يلهم آله وذويه وزملائه وطلابه الصبر وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
