الأحداث – ميسون عبد الحميد
أثارت جلسة الاستماع للفنان الشباب ود الزين التي نظمها اتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر الإثنين الماضي بمقره بشارع محمد فريد وأدارها الموسيقار الصافي مهدي الكثير من النقاش والتساؤلات حول المشروع الفكري والجمالي للفنان ود الذين الذي تبني مشروع إعادة تجديد الاغنية السودانية عبر موسيقي “الريقي”
يذكر أن موسيقى “الريقي” تتضمن أساليب من الموسيقى الشعبية المتنوعة وخصوصاً الموسيقى المتعلقة بالرقص وتعبر موسيقى “الريقي” بشكل عام عن الأحداث الاجتماعية لاسيما السياسية منها، وتتميز أيضاً بالإيقاع الثقيل، ومن أشهر روادها على الإطلاق الفنان العالمي بوب مارلي.
ظهر “ود الزين” في تلك الجلسة الحوارية مرتديا الطاقية الشهيرة لبوب مارلي وقدم نفسه بتواضع العارف، وبدأ يغني بحضور عالي في الأداء أشبه بالتغمص في حلقات الذكر، يدخل إلى الأغنية روحاً وجسداً وهو يغني ويعزف على الجيتار بيز، ويتحدث عن مشروعه الفكري والجمالي في آن واحد.
قدم الشاب في جلسة واحدة ثمانية أعمال مختلفة مابين المديح والغناء المحلي والعالمي من أصل 18 عمل أنتجها في فترات متقاربة وهو إبن بداية الألفينات.
يشار إلى أن محمد علي الزين “ود الزين” احترف الغناء والموسيقى باكراً وهو في الحادية عشر من عمره وهو ابن الموسيقار والفنان الكبير علي الزين صاحب مركز علي الزين الثقافي لتعليم الموسيقى بمدينة بحري.
ويقول الموسيقار الصافي مهدي إن نشأة ود الزين في بيئة ذات إرث موسيقي كبير هي ما مهدت لظهور هذا المشروع الكبير للفنان “ود الزين” حيث حظي ود الزين بالاستماع والمؤانسة مع كبار الموسيقيين والكتاب السودانيين ولاسيما فيما يتعلق بتحديث الأغنية السودانية من أمثال الموسيقار والدرامي محمود ميسرة السراج والكاتب والشاعر والدرامي عادل إبراهيم محمد خير إضافة لتواجده بمركز علي الزين حيث تمكن “ود الزين” من عزف أكثر من آلة موسيقى إضافة للجيتار.
يقول ود الزين إنه بدأ أول التفكير في تقديم الأغنية السودانية المسموعة بقالب فني جديد متخذاً من موسيقى الريقي كتكنيك موسيقي عالمي ومزاوجة هذا الإيقاع بالأغنية السودانية المتنوعة والشعبية، وهنا قدم نموذجا غنائيا لمديح شهير بإيقاع “الريقي” “أحمد ياحبيبي”، ومن ثم قدم نموذج آخر لأغنية تضمن ايقاع السيرة، كما قدم نماذج أخرى تعمل على فلسفة “الريقي” بشكله النضالي وهي مخاطبة العسكر في حوار واضح وصريح عبر نموذج “أرضاً سلاح” وتبني لخطاب السلام.
وصاحب الجلسة حوار مفتوح من قبل الحضور عن تحديث الأغنية السودانية وحول موسيقى “الريقي” بشكل عام.