(وداعاً جوليا) فيلم سوداني يخطف الأنظار ويحصد الجوائز في زمن الحرب ..
بطل الفيلم نزار جمعة في حوار :
الجميع كرهوا الدور الذي قمت به وأرى أنني نجحت في تجسيده
حظي فيلم (وداعاً جوليا) بنجاح جماهيري إلى جانب النجاح النقدي، إذ توج بـ14 جائزة، حيث عرض في العديد من الدول العربية والأوروبية في نجاح يضاف إلى حصوله على جائزة الحرية بمهرجان كان السينمائي، كما رشح ليمثل السودان في جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.
ويتطرق الفيلم إلى لحظة فارقة في تاريخ السودان وبالأخص مع وصول الصراع إلى ذروته بين الشمال والجنوب، بكل ما يحمله من أوجاع وصولاً إلى قرار تقسيم الدولة، تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، وحول جوليا التي تنتمي أصولها إلى جنوب السودان لكنها تقيم في الشمال قبل الانفصال.
وتتسبب سيدة من شمال السودان تدعى منى هي وزوجها أكرم في مقتل زوج جوليا، وفي محاولة للتخلص من عقدة الذنب تحاول منى مساعدة جوليا وتعيّنها مساعدة لها.
وجسد الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف والممثل السوداني نزار جمعة والممثلة وعارضة الأزياء سيران رياك، فيما تولى الإخراج محمد الكردفاني.
في المساحة التالية استنطقنا الممثل نزار جمعة حول الفيلم وخرجنا بالإفادات التالية.
القاهرة – محمد إسماعيل
كيف تم اختيارك لفيلم وداعاً جوليا؟
وجدت إعلان في الوسائط عن معاينات لفيلم سينمائي سيخرجه مخرج شاب إسمه محمد كردفاني من إنتاج المخرج أمجد ابوالعلا
بحثت عن أعمال لهم في الميديا ووجدت فيلمين،
وانتظرت دوري في المعاينات والحمد لله تم اختياري.
أين تم التصوير ؟
أغلب المشاهد في الخرطوم، ثم مشهد واحد في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.
قلت في حوار سابق إن الفيلم فيلم واقعي ومعاصر ماذا تقصد؟
واقعية الفيلم خيار المخرج متأثر بتجربة المخرج الإيراني أحمد فرهادي وأظن اختيار موفق لأنه أبعدنا عن دراما الأحاسيس والعاطفة.
اعتمد المخرج كردفاني على لغة سينمائية واقعية واستخدم بعض الإشارات والرموز التي تبدو تقليدية، كل ذلك كان لصالح الفيلم، وخير مثال لذلك مشهد العصافير في منزل منى التي تقرر إطلاق سراحها، هذه الإشارة تكشف عن رغبة منى الزوجة في الفيلم عن رغبتها في نيل حريتها.
قمت في هذا الفيلم بدور شخص عنصري ومتسلط الجميع كره الشخصية مارأيك؟
شخصية أكرم التي جسدتها في الفيلم شخصية تقليدية لها عادتها وتقاليدها، فالسينما فن خطير لأنها توجه رسائل للجميع.. هي شخصية مركبة بين نموذج الشخص العنصري والشخص التقليدي الشرقي.. اتفق معك أن الجميع قد كرهوا الدور الذي قمت به.. أرى أن هذا نجاح بالنسبة إلى كممثل في تجسيد هذه الشخصية المعقدة والمركبة.
ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟
أغلب المشاهد صعبة لأسباب كثيرة لكن في مشاهد كانت صعبة جداً مثل مشهد الطلاق ومشهد المواجهة بين بكر ومنى في النهاية، ومشهد ضربي صفعة على وجهي من الرجل الجنوبي، وطلب منا المخرج أن يكون الضرب حقيقي وبالفعل قام بضربي 6 مرات حتى تم تصويره بالشكل المطلوب، كل المشاهد كانت صعبة رغم أنها تبدو بسيطة عند مشاهدتها، بالنسبة إلى كانت مرهقة.
البعض يرى أن الفيلم جسد العنصرية بين الشمال والجنوب مارأيك؟
سمعت هذا الحديث كثيراً من بعض الذين شاهدوا الفيلم، لم نجسد العنصرية في الفيلم بمفهوم العنصرية تجاه الجنوب السوداني بالصورة الحقيقية، نحن عكسنا واقع كان سئ واسوأ مما جسده العمل داخل الفيلم بكثير.
كم استغرق مجهود هذا الفيلم؟
حوالي خمس سنوات.
هل كنت متوقع أن يحصد هذا الفيلم كل هذا الكم من الجوائز ؟
نعم كنت متوقع هذا لأن الفيلم طرح مشاعر التفكك والعنصرية وهذا يؤدي إلى ضياع الإنسانية، الفيلم شكل بصمة في عالم السينما السودانية.
هل واجه الفيلم أية صعوبات ومشاكل رقابية؟
بالعكس لم نواجه أية مشاكل رقابية لأن التصوير جاء في وقت الثورة، وهو ما منحنا حرية في العمل في تناول انقسام الجنوب عن الشمال في السودان بجرأة ودون مشاكل، لأن الأجهزة الرسمية في ذلك الوقت كانت منشغلة بمظاهرات ومشكلات كثيرة في الشارع السوداني.
جسدت صورة الرجل الشرقي التقليدي هل كنت تخشى من تقديمها؟
إطلاقاً هي شخصية أظنها موجودة في الكثير من الأعمال الدرامية، ولكن ما يميز الشخصية التي جسدتها رغم عنصريته، رجل غيور على زوجته من الحياة التي تحبها يريدها لنفسه فقط ومن جانب آخر يحب وطنه، إنه فقط رجل يريد أن يحمي دينه ووطنه بالطريقة التي يراها.
شخصية أكرم موجودة في السودان والشرق الأوسط تمت تعرية هذه الشخصية بمنطق وبشكل مدروس.. وهنالك نماذج كثيرة لهذه الشخصية والتسلط على المرأة جزء من تركيبتنا المشوهة منذ الصغر المشربة بأفضلية النوع لحماية أسلوب الحياة واستمرارية السيطرة الغير عادلة وهذا نتاج طبيعي لمجتمع أبوي وفي نفس الوقت متعنصر بغير منطق.
حقيقى كنت أخشى من تقديمها لكن السينما يجب أن تخاطب الجميع بصدق الفن دون الصدق لا معنى له.
بالعكس كنت سعيد بأداء شخصية أكرم لأنها مثلت بالنسبة إلى تحديات مختلفة.
هنالك بعض المشاهد الرومانسية في الفيلم وبحكم عادات المجتمع السوداني فإنها لاتسمح كيف استطاع الفيلم كسر الحواجز؟
السينما غالباً ما تشتغل في المسكوت عنه ورسالتها للإنسانية تكون متجاوزة لكثير من الحدود، وهنا الموضوع والكتابة تجعل المشاهد يشعر بصدق كل ما يشاهد.
هل ترى أن رسالة الفيلم نداء للحفاظ على ما تبقى من الوطن بعد الحرب ؟
بالتأكيد واحدة من أهم رسائل العمل بالسينما لفت الأنظار للقضايا الإنسانية ولتجنب السقوط في أي شيء يسيء لإنسانيتنا.
الفيلم عرض في مهرجانات كثيرة كم عدد الدول؟
عرض في دول عديدة مثل فرنسا وألمانيا وأستراليا وبريطانيا والبرازيل وبولندا وأمريكا وكندا.
أخيراً ما أبرز المحطات الدرامية التي قمت بها؟
تخرجت في أكاديمية السودان لعلوم الاتصال إذاعة وتلفزيون، ودرست ببرنامج رعاية الموهبة بقصر الشباب والأطفال، عملت كمخرج وممثل في المسرح والتلفزيون، شاركت كممثل في مسرحية (نبتة حبيبتي) ومسرحية (ماسأة الحلاج) لصلاح عبدالصبور ومن ثم (حكايات سودانية)، أخرجت عدد كبير من الأعمال مثل (الدعيتر لمة حبان)، وفيلم وثائقي عن جامعة الخرطوم.