وترجل فارس الكلمة

طه عابدين طه
رحم الله الشاعر المجاهد، الرجل الذي عاش للكلمة الصادقة والتضحيات الكبيرة، محمد علي عبد المجيد. كان صوته نبضًا للقوات المسلحة السودانية، ولسانه سيفًا مشرعًا في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بعزتها ومجدها.
مساعدٌ في الجيش، وشاعرٌ للكرامة، كان يؤمن بأن القوات المسلحة أكثر من مجرد مؤسسة، بل روحًا متجذرة في تراب السودان، درعًا يحميه، وسيفًا يصون هيبته. آمن أن الجندي السوداني ليس مجرد مقاتل، بل رمز للشجاعة والإقدام، رجلٌ يحمل روحه على كفه دفاعًا عن الأرض، ويقف سدًا منيعًا في وجه الطامعين.
لم تكن قصائده مجرد أبيات، بل صيحات تُلهب الحماس، ونداءات تُذَكِّر الأجيال بأن الجيش هو الحصن المنيع للسودان في وجه المؤامرات، وأنه حيثما حلَّ، حلَّ الأمن والاستقرار. كان يردد أن العسكرية السودانية ليست صناعة سلاح فقط، بل صناعة مجد، تاريخٌ كُتب بدماء الأبطال، ومواقف نقشتها الأيام على جدار الوطن.
ما تركه شاعرنا محمد علي عبد المجيد ليس مجرد كلمات، بل ميراثٌ من الولاء والعزة، ورسالةٌ بأن الجيش السوداني كان وسيظل حصن السودان الأول، ورمز قوته التي لا تهتز.
اللهم اغفر له، وارفع درجته مع الشهداء والصديقين، وأكرمه بجنةٍ عرضها السماوات والأرض. اللهم اجعل ذكره خالدًا، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأجزل له الأجر والمثوبة، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.