هل ينضم السودان إلى إرتريا ويقاطع الإيقاد؟
إيقاد لم تكتف بأن تصمت صمت القبور على فظائع المليشيا الإرهابية والتي أدانتها المنظمات الدولية بل سعت لمنح المليشيا الشرعية
تقرير/ طلال مدثر
الأحداث بدأت عاصفة اليوم في أروقة الدبلوماسية السودانية، دعوات هنا وبيانات مضادة هناك، وثمة صفيح ساخن في العلاقة بين السودان وإيقاد، سيعلو لهيبه قريباً بعد أن اختتمت وزارة خارجية السودان بيانها الغاضب أمس السبت قائلة: عليه تظل خيارات السودان مفتوحة تجاه إيقاد في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي ومقتضى القانون الدولي، والقبول بأن تكون أداة للتآمر على السودان وشعبه… فماذا هناك؟
قمة موسفيني تشعل الحريق
الرئيس الجيبوتي- رئيس الدورة الحالية لمنظمة “إيقاد” إسماعيل عمر قيلي، دعا في الحادي عشر من يناير الجاري أعضاء المنظمة لعقد قمة استثنائية بأوغندا، خواتيم هذا الأسبوع، لمناقشة الأوضاع في السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال.
ولم تكتف سكرتارية الإيقاد بتوجيه الدعوة لرؤساء الدول، إذ دعت أيضا قائد ميليشيا الدعم السريع لحضور القمة الرئاسية.
أمريكا ترحب
الخارجية الأمريكية بادرت بالترحيب بعقد قمة “إيقاد” في أوغندا يوم 18 يناير الجاري، لبحث أزمة الصومال وإثيوبيا، إلى جانب تطورات الأزمة السودانية. ونشر الحساب الرسمي لمكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية عبر منصة “إكس” تغريدة قال فيها: “نحن نرحب بقمة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد” في 18 يناير بشأن التوترات بين الصومال وإثيوبيا والوضع في السودان”.
وأشار مكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تدعم سيادة الصومال وسلامة أراضيه، وتكرر دعوتها لخفض التصعيد والحوار؛ بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل النزاع في السودان”.
السيادي السوداني.. لا داع للقمة
نهار أمس السبت، أعلن مجلس السيادة الانتقالي بقيادة عبد الفتاح البرهان، تلقيه دعوة من الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد” لحضور قمة أوغندا بشأن السودان ومشكلة الصومال في 18 يناير/ الجاري، معتبراً أنه “ليس هناك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة في جيبوتي” والتي أشار بيانها الختامي إلى موافقة البرهان وحميدتي على عقد لقاء ثنائي بينهما، وذلك بعد 8 أشهر تقريباً على اندلاع القتال بين الطرفين في السودان غير أن جيبوتي وفي 27 ديسمبر الماضي، عادت وأبلغت البرهان بتأجيل لقاءه، مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى يناير الحالي، وذلك بعد تعذر لقاء الطرفين المزمع بالعاصمة الجيبوتية، في 28 ديسمبر الماضي لأسباب فنية.
رد سوداني سريع
الرد السوداني على مبدأ توجيه الدعوة لقائد الميليشيا لحضور قمة موسفيني جاء سريعاً.. إذ بادر السودان عبر وزارة خارجيته لإصدار بيان استنكر فيه دعوة سكرتارية إيقاد لقائد مليشيا الجنجويد لحضور القمة الطارئة لإيقاد رقم ٤٢ وعدته أمراً يمثل انتهاكاً صارخا للاتفاقية المؤسسة لإيقاد وكل قواعد وتقاليد عمل المنظمات الدولية، واستخفاف بالغ بضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي وكل الفظائع التي تمارسها عصابات الجنجويد في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأضافت الوزارة أنها لا تحتاج للتذكير بأن إيقاد منظمة للحكومات ذات السيادة، هدفها تعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتحقيق التكامل بين الدول الأعضاء، ولا مكان فيها للجماعات الإرهابية والإجرامية في إشارة لميليشيا آل دقلو.
الخارجية السودانية لم تكتف بالاستنكار، بل سارعت لتوجيه سهام النقد للإيقاد إذ عاجلتها بالقول إنها لم تكتف بأن تصمت صمت القبور على فظائع المليشيا الإرهابية، والتي أدانتها المنظمات الدولية، بل سعت لمنح المليشيا الشرعية بدعوتها لاجتماع لا يشارك فيه سوى رؤساء الدول والحكومات بالدول الأعضاء.
وأردف البيان: “هذه السابقة المشينة لن تؤدي فقط إلى تدمير مصداقية إيقاد كمنظمة إقليمية، لأنها لا تحترم وثائقها ونظمها الأساسية وتعمل على تقويض سيادة الدول الأعضاء، وإنما تمثل كذلك رعاية للإرهاب وتشجيعا للمجموعات التي ترتكب تلك الفظائع التي يعاني منها الإقليم”.
واختتمت الخارجية السودانية بيانها الغاضب بالقول بأن خيارات السودان تظل مفتوحة تجاه إيقاد، في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي ومقتضى القانون الدولي، والقبول بأن تكون أداة للتآمر على السودان وشعبه.
مواقف ساخنة شهدتها أروقة الدبلوماسية السودانية، بداية هذا الأسبوع، تنبئ بأن ثمة أسبوع ساخن سينتهي بقمة لن يكون السودان طرفاً حاضراً فيها أو ربما ينضم لإريتريا الغائب الدائم عن حضور اجتماعات المنظمة والواصمة لها دوماً بأنها مجرد منظمة أنشئت لمكافحة “الجراد”.