هل بدأ المزاج الدولي يتغيّر تجاه السودان؟

د. المغيرة فضل الله السيد العوض

في ظل الحراك الدولي المتزايد واللقاءات التي تجمع مؤخراً بين منظمات غربية وإعلاميين سودانيين داعمين لوحدة البلاد ومؤسساتها، يبرز سؤال مهم أمام المراقبين والمهتمين بالشأن السوداني

:شارك عدد من الإعلاميين السودانيين ، من بينهم الأستاذ ضياء الدين بلال والإعلامية اسراء زين العابدين(أم وضاح) والدكتور أسامه عيدروس ودبلوماسيين و عسكريين سابقين وغيرهم، في حلقة نقاش مغلقة نظمها المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والدراسات الأمنية (RUSI) في لندن وهو أقدم مركز بحثي في بريطانيا متخصص في قضايا الأمن والدفاع.
ويأتي هذا اللقاء في إطار تزايد اهتمام المؤسسات البحثية الغربية بالاستماع إلى وجهات النظر السودانية الوطنية، وفهم طبيعة الصراع من منظور يحترم سيادة الدولة السودانية وحقها في الدفاع عن مؤسساتها ووحدة أراضيها.
وفي السياق ذاته، شهدت الأشهر الماضية لقاءات متعددة نظمتها منظمة بروميديشن (Promediation) وهي منظمة مدعومة من الاتحاد الأوروبي و جهات غربية أخرى مع عدد من القوى السياسية السودانية، في محاولات متكررة لـفهم مواقف الأطراف السودانية وإعادة تقييم المقاربات الأوروبية تجاه الأزمة السودانية.
ورغم ما يحيط ببعض هذه اللقاءات من جدل حول أهدافها وخلفياتها، إلا أنها تعكس بدورها تحولاً تدريجياً في الاهتمام الدولي بالسودان من زاوية أكثر واقعية وموضوعية.
كما يُعد هذا الانفتاح في الحوار مؤشراً إيجابياً على تحوّل متنام في إدراك مراكز القرار الغربية لحقيقة ما يجري في السودان، وضرورة إعادة النظر في السياسات والمواقف السابقة بما يتوافق مع إرادة الشعب السوداني وخياره الوطني في مواجهة العدوان والتمرد.
إنّ اللقاءات المتكررة التي شهدناها مؤخراً من منظمات ومؤسسات غربية مع إعلاميين وناشطين وقيادات داعمة لمعركة الكرامة ومؤسسات الدولة ووحدة البلاد ضد العدوان والتمرد، تُعد بدورها مؤشراً إضافيا ًعلى تغيّر المزاج الدولي.
فالعالم الذي كان ينظر إلى المشهد من زاوية ضيقة، بدأ الآن يُدرك الحقيقة على الأرض، هذا إن لم تكن له أيادٍ في صنع الحدث، فقد أصبح أكثر قناعة بضرورة مراجعة سياساته وتصحيح أخطائه بما ينسجم مع إرادة الشعب السوداني وخياره في الدفاع عن سيادته ووحدة دولته.
وهكذا يبدو أن الرأي العام الدولي، ومعه مراكز القرار الغربية، بدأ يتحرر تدريجياً من الروايات المنحازة، متجهاً نحو فهم أعمق لجوهر الأزمة السودانية باعتبارها معركة وطنية من أجل السيادة والوحدة، لا صراعاً داخلياً كما تم تصويرها البداية، ومن هذا المنطلق ندعو جميع الوطنيين إلى مواصلة جهودهم والانخراط الفاعل في مثل هذه اللقاءات والحوارات لإيصال صوت السودان الحقيقي الى العالم وتثبيت رواية الدولة وشعبها في مواجهة التمرد والعمالة والتضليل الإعلامي

Exit mobile version