هزمه الروس بالضربة القاضية.. مشروع قرار أمريكي يوفر الدعم اللوجستي للمليشيا بغطاء العون الإنساني
تقرير – أمير عبدالماجد
بعد ساعات من مطالبة الامارات وذرفها لدموع التماسيح في مجلس الأمن ومطالبتها للجيش السوداني بفتح مسارات للاغاثة وصرفها لتوجيهات مباشرة لمليشيا الدعم السريع بتسهيل مرور الاغاثة حملت بريطانيا مشروع قرار شبيه بما حدث في سوريا لمنح مجلس الأمن سلطة إدخال مساعدات انسانية وممرات دون أخذ الاذن من الحكومة السودانية وهو قرار يسلب الحكومة سلطاتها ويجردها من السيادة الوطنية، وبالمقابل يجعل الأمم المتحدة ومنظماتها تتولى هي أمر التخطيط والتنفيذ وادخال الشاحنات التي تحمل الغذاء مرة والسلاح مرات وهو سيناريو يجعل الحرب في السودان تستمر لسنوات كما حدث في سوريا.
نقل إمدادات
لان هذه الشاحنات ستتولى مهمة نقل إمدادات الامارات إلى مليشيا الدعم السريع وهو ما تعرفه مخابرات الدولة التي طالبت بالقرار وهي المستفيد الأول الامارات والدولة التي صاغته وهي بريطانيا والدولة التي تبنته تحت غطاء المجاعة وتوفير الغذاء وهي امريكا، لكن الدب الروسي الذي يعرف ما يحاك خلف الكواليس استعمل حق “الفيتو” ليوقف المؤامرة ويعرقلها وهو يعلم كما تعلم هذه الدول ما المقصود بالأمر ولديه تجربة مع هذه الدول التي قدمت نفس القرار ودخلت معه في مساومات طويلة في مجلس الأمن ونجحت في تمرير أجندتها رغم رفض روسيا هنا وعدم ممانعتها هناك، ويبدو أن روسيا تعلمت درس سوريا، إذ رفضت هذه المرة القرار جملة وتفصيلا، وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن المجتمع الدولي لا يجب أن يتدخل في الشؤون الداخلية للسودان بحجة الوضع الإنساني الخطير وأن يشير إلى السلطات الشرعية بشأن الممرات الإنسانية التي يجب فتحها، وأكد أنه لا حاجة إلى تدخل مجلس الأمن الان في السودان.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس قد طالبت مجلس الأمن بتبني قرار بالموافقة على دخول المساعدات عبر الحدود على غرار الإجراء الذي تم اتخاذه بشأن سوريا، وكاد المخطط يمر دون عوائق لولا تدخل روسيا.
نصب شراك
لكن ماهو قرار سوريا؟، دار جدل في مجلس الامن كالجدل الحالي حول مجاعة في سوريا بسبب القتال استندت كلها على تقارير اعلامية وحديث مبهم من المنظمات المستفيدة من فتح مجال لها لاستقبال الأموال والدخول إلى سوريا كغطاء لهذه الجهة او تلك المهم القرار اتخذ بعد اقناع أمريكا للمجلس بان نظام الأسد غير متعاون في ادخال المساعدات، لذا كان قرارا ضمن حزمة قرارات ضد نظام الأسد لتوزيع المساعدات على كل المناطق حتى تلك التي يسيطر عليها الأسد، وقالت السفيرة الأمريكية يومها في مجلس الأمن إن المساعدات عبر الخطوط كانت دائما مطروحة على الطاولة، لكن كانت هناك صعوبة في الحصول على موافقة من الحكومة السورية لنقل بعض المواد لذا طلبنا ثلاثة معابر حدودية من بينها معبر باب الهوى واستمرت النقاشات عن مجاعة في سوريا إلى أن فتحت معابر ادخلت سلاح ابقى على الحرب وقسم سوريا إلى أجزاء تابعة للجيش وأخرى تابعة لمليشيات لا تخفي ارتباطها بدول خارجية بالاضافة إلى قواعد عسكرية لدول عديدة من المنطقة ومن خارجها وقاعدتين للولايات المتحدة الامريكية وروسيا.
يقول د. الرشيد محمد إبراهيم إن شراكا كبيرة تنصب الان للسودان من بينها مفاوضات جنيف وما يحدث في مجلس الأمن وكلها مفخخة بدانات الهاون لخلق كثافة وشدة في الانفجار لاحداث أكبر قدر من الخسائر أو ربما الاختراقات المزدوجة عسكريا في المرحلة الأولى ثم سياسيا في المرحلة الثانية والمطلوب هو كيفية التعامل مع “الشراك” أما بنسفه نسفا أو سحبها سحبا أو رفعها فوق مستوى البحر الأحمر، ومتخذ القرار وبما لديه من معلومات وإحداثيات أكثر تاهيلا لاتخاذ القرار.
مخطط واضح
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أحمد عمر خوجلي إن الأيام كفيلة بكشف ما يحاك للسودان في الكواليس وهاهي تكشف الان بالجلبة التي يثيرها سياسيو الدعم السريع عن مجاعة في السودان متزامنة مع عمل قواتهم علي تدمير المشاريع الزراعية ومصادرة المحاصيل متزامنة مع طلب الامارات ومع طلب الولايات المتحدة ومع الاصرار على ذهاب الجيش إلى جنيف للمفاوضات، وأضاف “لو ربطت كل هذه الأمور مع بعضها البعض ستجد ان ما يحاك وراء الكواليس مخطط واضح وجلي”، وتابع” ما معنى أن تطالب الامارات بتجاوز الحكومة السودانية وادخال شاحنات الإغاثة من دول الجوار بالقوة ورغم انفها ثم يظهر فجأة مشروع قرار أمريكي يدعم ما طالبت به الامارات اعتقد ان الأمور باتت واضحة جدا ولا تحتاج إلى تفسير”، وزاد قائلا “مايحدث هنا هو إما أن هؤلاء يناورون من أجل الحصول على أكبر قدر من التنازلات الحكومية بعد تحريك أذرعهم في مجلس الأمن والجنائية الدولية والوساطة أو يريدون توفير الأرضية التي تمكن الدعم السريع من استعادة القدرات التي فقدها خلال الفترة الماضية عبر السماح للشاحنات بالدخول وتوصيل الامدادات بالبشر والأسلحة بصورة شرعية وتحت غطاء العمليات الانسانية وعبر المنظمات التي هي في الأساس واجهات لمخابرات هذه الدول وهو أمر بات معلوماً ومفضوحاً لان هذه الدول ليست جمعيات انسانية لتنفق ملايين الدولارات على عمل هذه المنظمات التي خبرناها في دارفور وتعلمنا درسنا او هذا ما يفترض على الأقل لحكوماتنا”.