هترشات من مرافئ البوح على ضفاف الشوق

بقلم نسيبة عبدالنبي الطيب

 

في عيونك ضجة الشوق والهواجس

ريحة الموج البنحلم فيه بجيةالنوارس

للشوق ضجيج وآآآآه بتدواي الجراح والشوق والحنين ياخذني إلى مسقط رأسي الرميلة الحنينة إلى الديار وإلى الدار ولي في كل ركن منه ذكريات، آآآآه فأنا لم أرتوي بعد الفراق، ولم أتذوق للقهوة طعم، كيف لا وأنا التي اعتدت أن أحتفي بها هناك في صالوني وخلوتي بعيدة عن الكل وأدخل بخلوة روحيه وأهيم مع نفسي بها، المرجوحة في المساء مع القمر والنجوم، ياربي اشتقت لكل تفاصيل حياتي، صديقاتي وقد تشتتو في بقاع الأرض ترى هل سنلتقي يوماً ما؟

وياما نحلم نحكي ليك عن المسافه ونشتهيك

عن سفن بالشوق بترسم في بحيراتك مسافه ونشتهيك

الشوق للنيل الأبيض وكيف لا وأنا أرتاح على ضفافه في اللاماب في الخريف وفيضانه الذي ننتظره بلهفه، ومعدية توتي وعدي بينا يامراكب عدي بينا، حنين لزحمة العربي وفي الزحمة الرحمة، اااااه ياالله الشوق غلب، لتلك الشوارع التي تألفنا ونألفها، اكتشفت أن لوطني الصغير رائحة كرائحة التراب مع المطر وريحة قلية البن مع بخور التيمان وريحة مخابزه (أحن إلى خبزه) أضف لرائحة بسكويت أطلس التي تأتي نهاراً وصوت صافرة قطارة لها وقع مختلف ليس كأي صافرة، وتداخل اصوات الطاحونة في الصباح مع مكبرات عربات الخضار، والبيض واللبن والركشات والتراحيل وأصوات أطفال المدارس في طابور الصباح وتحية العلم وفسحة الفطور وضجيجها والذاكرين يوم الجمعة وأصوات الثكالى والنائحات وزغاريد الفرح وهي  تشكل نوتة موسيقية عنوانها الحياة، والتفاف  شبابه على رصيف السكة حديد والنادي العريق الذي يضم الشيبة والشباب بالمساء كل ذلك  الزخم يشكل صور وجدانية، أصبحنا نعيش الآن على ذاكرة الزمان والمكان بما تحمله من تأثير سمعي وبصري يأبى أن يفارق دواخلنا. كيف لا وأنا إبنة النيل الأبيض، أنا إبنة الرميلة التي شكلتني كما كنا نشكل  طينها في الصغر، ورسمت ملامحها على جدران قلبي، تعلمت أن أحب بها الحياة، اشتقت لحضنها الدافئ. يدهشني بها الموت كيف يجتمع الكل لتشيع المتوفي والذي لم يبخلو بتعطيره  إيذاناً لزفه إلى دياره الأخيرة وكثرة المشيعين وأصوات ذكرهم لا إله إلا الله وتذهلني مقبرته القديمة وكيف يلتقي أسلافنا ويحتضنوا أبناءهم. وزيارات ذويهم وأصدقائهم ودعوات المارة لهم (السلام عليكم أهل الديار أنتم السابقون ونحن اللاحقون أرسل  سلامي لكم من هنا من شندي المتمة حيث نحسن الظن بالله بأنكم آمنين مطمئنين وأنتم بمعية الله ورحمة وبركاته). يؤرقني  الحنين وتداويه الآهات  والأمل بأننا حتماً سنعود.

Exit mobile version